ولكن القوم قبلوا الأمور وجعلوها معكوسة , فبالغوا في الإنذار , وتطرفوا في التعسير , ولقد بينا كل هذا في هذا الباب مستندين إلى كتب القوم ورسائلهم , نصوصهم وعباراتهم حسب دأبنا المعهود.
والباب الثاني: فيه زيادة على ما في الباب الأول حيث ذكرنا فيه أمورا خالف القوم فيها نصوص الكتاب والسنة , النصوص الصريحة والواضحة الجلية , والتي لا تحتمل التأويل , وبينا كيف جاوز القوم حدود الشرع , وتركوا العمل به مع ادعائهم الزهد والتقوى , مع الزهد والتقوى يمنع المتلبسين بهما الابتعاد عن الشريعة قيد شبر.
والباب الثالث: وضعنا فيه النقاط على الحروف بأن التصوف ليس إلا مؤامرة ضد الإسلام ودستوره ومنهاجه , حيكت بمهارة , وأحكم نسيجها بالدهاء والمكر.
والباب الرابع: بحثنا فيه عن البدع والمحدثات التي لزمت طريق القوم , وبها عرفوا وميزوا عن الآخرين , فصارت كالشعار لهم واللباس الذي يتزينون به في المجالس والمحافل.
الباب الخامس: " طرق التصوف وأعيانها " فلقد ذكرنا فيه أهم الطرق الصوفية والمشهورة بين العرب , وهي " الشاذلية " و " الرفاعية " و " والقادرية " و " التيجانية " و " النقشبندية " , وأقتصرنا على هذه الخمسة مع وجود الأخرى الكثيرة , ذخرا لكتابنا القادم , وبما أنها ليست بتلك الشهرة والانتشار والقبول بين الناس , ولو أن بعضا منها مشهورة في جهة ومغمورة في جهة أخرى , مثل الجشتية والسهروردية فإن أكثر المتصوفة في شبه القارة الهندية الباكستانية ومنسلكون في إحداهما , خلاف الأخرى فإنها ليست بتلك الشهرة في هذه البلاد , ولعلنا في ترجمتنا هذا الكتاب هاتين السلسلتين إلى اللغة الأردية نضيف إلى هذا الكتاب هاتين السلسلتين.
وسيجد القارئ متعة في هذا الباب ما لايجد في غير هذا الكتاب وهو يقرأ هذه السلاسل والطرق.
والباب السادس: يتضمن مجموعة من المصطلحات الصوفية التي شاع استعمالها وكثر في الكلام الصوفي , وقد ضممنا إلى هذا الباب وهو آخر هذا الكتاب مباحث لم