والعالم مظاهره , فحبّ العالم بعضه بعضاً من حب الله نفسه , فإن الحب صفة الموجود وما في الوجود إلا الله , والجلال والجمال لله. . . فلا محب ولا محبوب إلا الله عز وجل , فما في الوجود إلا الحضرة الإلهية , وهي ذاته وصفاته , وأفعاله " (?).
ويصرح في فصوصه: " فمن أحب النساء على هذا الحد فهو حب إلهي " (?).
فحب الصور الجميلة من النساء وغيرهن هو حب لله , لأن الله الظاهر فيهما.
ويقول: " فما أحب الله إلا الله , والعبد لا يتصف بالحب , إذ لا حكم له فيه , فإنه ما أحبه منه سواه , الظاهر فيه , وهو الظاهر " (?).
وأيضاً: " إن الحسن معشوقٌ لذاته في كل شيء ظهر " (?).
وجعلوا الحب السفلي سلّماً للحب الإلهي كما صرّح بذلك الوزير لسان الدين بن الخطيب بقوله:
" عشق الحادث للحادث ربما كان سلّماً للحب الحقيقي الوصل للسعادة " (?).
وصرح أيضاً ابن الدباغ حيث ذكر:
" وقد قلتما لي ليس في الأرض جنة ... أما هذه فوق الركائب حورها
يقول خليلي والظباء سوانح ... أهذا الذي تهوى فقلت نظيرها
لئن شابهت أجيادها وعيونها ... لقد خالفت أعجازها وصدورها
أراك الحمى قل لي بأي وسيلة ... توسلّت قبّلتك تغورها
فقد صحّ أن الجمال الظاهر هو المعنى اللائح على الهياكل الإنسانية التي في غاية كمال الشكل وتمام الهيئة.
وأما الجمال الباطن فهو ما تفيده الأنوار القدسية الإلهية إذا أشرقت على العقول الزكية من الإتصاف بأنواع العلوم الدينية وأسرار المعارف الربانية المؤدية إلى المحبة