هذه العبارات من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وهم أعبد الناس وأخشاهم لله.
وإن الله يحفظ وليه من التفوه بهذه الكلمات الكفرية , والشيطان هو الذي يتكلّم على ألسنتهم ويستولي على أذهانهم وقلوبهم. أعاذ الله جميع المسلمين من ذلك.
هذا وقد نقل الفيتوري عن أبي راوي الفحل أنه كان يقول:
" لا إله غيري , ولا معبود سواي إلى أن سمع به علماء أفريقية فأنكروا عليه , وأفتوا بتكفيره ففرّ منهم " (?).
ومن المعلوم أن أقوال الصوفية هذه ناتجة عن فكرة الفناء , فالصوفية يدّعون الألوهية لاعتقادهم بالحلول والاتحاد عند وصولهم إلى الله وفنائهم فيه حسب ما يزعمون.
فيقول الوزير لسان الدين بن الخطيب:
" ثم يفنى بعد ذلك الفناء الثاني. . . وكثير من الطوائف تدعي الحلول والاتحاد والكل متفقون على أنه لا يبقى في ذلك المقام إلا الله " (?).
وينقل الشعراني عن أبي مدين المغربي أنه كان يقول:
" إذا ظهر الحق لم يبق معه غيره " (?).
ويقول محمد القونوي:
" الإنسان الكامل مجلى تام للحق , يظهر الحق به من حيث ذاته " (?).
وينسبون إلى الجيلاني أنه قال:
" قال لي الله: يا غوث الأعظم , ما ظهرت في شيء كظهوري في الإنسان " (?).
وأما أمر الحلاج وأقواله وأشعاره في هذا الخصوص فهي معروفة مشهورة نذكر بعضاً منها ونعرض عن الباقي لأننا نريد أن نفرد له ولأمثاله من ابن عربي وابن سبعين وابن الفارض والرومي وغيرهم كتاباً مستقلاً إن شاء الله , فمنها