فرح ونشاط بتلبية طلبها وتحقيق رغائبها , وذلك كله لأجل عظمة ورفاهية وفخر حبيبتنا فرنسا " النبيلة ".

والله المسؤول أن يخلد وجودها بيننا لنتمتع برضاها الخالد!. ثم ثم لما ختم خطبته هذه بالثناء العاطر على الموظفين الفرنسيين وعلى الضباط العسكريين واحداً واحداً , ومدح الوالي العام الحالي ووصفه بأنه " المستعمر الأكبر ".

وما أنتهى الشيخ من خطبته حتى نهض ليوتنان كولونيل سيكوني رئيس البعثة العسكرية وشكر الشيخ وأثنى عليه , ثم قال له: " من كمال مروءتك وإحسانك يا سيدي الشيخ (المرابط) أنك لم تذكر ولا نعمة واحدة من النعم التي غمرتني بها , فأنت الذي أنجبتني من التوارق الملثمين , وأنقذتني من أيديهم. . . وهكذا جعل الكولونيل يذكر مناقب أخرى للشيخ كثيرة.

ونلفت نظر القراء إلى شيئين إثنين: أحدهما: أن الرئاسة الروحية في هذه الطريقة التجانية هي موحدة في يد الخليفة , وليس لأحد منهم أن يستقل عنه. وأما الثاني: فهو أن دعاة الإصلاح الإسلامي في المغرب العربي (الجزائر تونس مراكش) هم اليوم يقفون موقفاً حرجاً جداً للغاية , فهم يحاربون , ويحاربهم دعاة الإباحية والإلحاد , وأهل الجمود والخرافات , ويقاومون في هؤلاء وهؤلاء الاستعمار الغاشم , وما فيه من قسوة وطغيان أهـ.

ويقول بول أودينو:

" خلال السنين الستين الأخيرة كانت التجانية تقدم لنا العون , ومنذ سنة 1911م ونحن نستغل نفوذها القوي في جنوبي الغرب وموريطانيا والريف " (?).

ويقول روم لاندو:

" وقد خبر الفرنسيون قضية الطرق الصوفية والدور الذي تلعبه مرات ومرات متعددة من قبل , وثمة وثيقتان قلّما يعرفها الناس تزوّدنا بالمعلومات الطريفة: أولاهما رسالة بعث بها قبل قرن من الزمن المارشال (بوجو) أول حاكم للجزائر , إلى شيخ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015