ولقد حكى الرفاعيون حكايات عديدة، وأحاطوه بأساطير طريفة منذ ولادته؛ بل وما قبل الولادة وبعدها كعادتهم والآخرين منهم، وحكايات تنبأ وتخبر بأصالة الاختلاق والاختراع والزور والكذب حيث أنها واحدة في معناها ومغزاها لكل واحد من كبارهم مع تعدد الأشخاص وتنوع البيئات واختلاف الزمان والمكان.
فمثلاً يقول محمد أبو الهدى الرفاعي في قلادته:
" ولد [أحمد الرفاعي] في شهر رجب ... وكان يشرب اللبن إلى أن قدم رمضان فتقيد عن شرب اللبن نهاراً إلى أن جاء العيد فشرب اللبن" (?).
وهذا عين ما يحكيه القادريون عن الشيخ عبد القادر الجيلاني، وغيرهم عن غيره (?).
وأيضاً ما يروون عنه أنه كان يتكلم وهو في المهد صبياً، وقد تكلم يوم ولدته (?).
وكذلك ما يروون عن البشائر التي سبقت ولادته منها ما اختلقه منصور البطائحي حيث قال:
" رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وهو يقول: يا منصور أبشرك أن الله تعالى يعطي إلى أختك بعد أربعين يوماً يكون اسمه أحمد الرفاعي، مثل ما أنا رأس الأنبياء كذلك هو رأس الأولياء" (?).
وأيضاً " هو ذا يظهر في أم عبيدة وتشد إليه الرحال، وتتحير فيه أهل الأحوال، وتذل له رقاب الرجال، يتعجب من طريقته وإنه صاحب شأن عظيم ومحل جسيم، وهو آخر القوم مشرباً وأولهم قدماً ... وهو رجل عظيم المنزلة عند الله، فإذا هو ظهر غلق أبواب جميع المشايخ والصالحين، يظهر عن قريب، وله سر عجيب، وسير غريب، ويصير الوقت له ولأهله وتهكمه وتصرفه، يصل إلى مرتبة عظيمة، يضرب دأبه إلى