والفرض لأنه كان يغيب عن الذكر " (?).
فهذه شعبذات الذكر الصوفي ما يدّعون أن السيف لا يؤثر في الذاكر الواجد كما يقول القشيري والسهروردي:
" يبلغ العبد إلى حدّ لو ضرب وجهة بالسيف لم يشعر ".
ومن بعدهم في الذكر ما نقله الشعراني عن محمد الحنفي أنه كان يأمر أصحابه برفع الصوت بالذكر في الأسواق والشوراع. . . وكان إذا ركب يذكر الله تعالى بين يديه جماعة كطريقة مشائخ العجم , وكان يجعل من خلفه جماعة كذلك يذكرون الله تعالى بالنوبة , فكان الناس إذا سمعوا حسهم من المساجد أو الدور يخرجون ينظرون إليه ".
وأحياناً يذهب الصوفية للذكر إلى مساكن الحيات والعقارب كما يحكي اليافعي عن حامد الأسود أنه قال:
" كنت مع إبراهيم الخواص رضي الله تعالى عنه في سفر فجئنا إلى موضع به حيات كثيرة فوضع ركوته وجلس , وجلست , فلما برد الليل وبرد الهواء خرجت الحيات فصحت بالشيخ , فقال: أذكر الله , فذكرت فرجعت , ثم عادت فصحت به , فقال مثل ذلك , فلم أزل إلى الصباح في مثل تلك الحالة , فلما أصبحنا قام ومشى ومشيت معه , فسقطت من وطائه حية عظيمة قد تطوقت , فقلت: ما أحسست بها؟
قال: لا , منذ زمان ما بتّ أطيب من البارحة.
فهذه هي طرق الذكر وكيفيات تلقينه وآدابه وشروطه وثمراته وبدعه الأخرى التي لا نجد ذكر شيء منها في كتاب الله المنزل من السماء ولا في سنة أفضل الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه , إنها عادات وتقاليد وسنن تسرّبت من الحضارة الهندية الغريبة على الشريعة الإسلامية إلى الملّة الصوفية , وقد تلقاها زعماء الصوفية وكبراؤها