بين يدي الكتاب

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له بيده الخير وهو على كل شيء قدير , له المر من قبل ومن بعد يفعل ما يشاء ويختار , وهو أعلم حيث يجعل من يشاء من عباده علم هدى وداعية فلاح , لا إله إلا هو الحكيم العليم.

وبعد فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.

لقد كان الأستاذ الكاتب المعروف الشيخ إحسان إلهي ظهير رحمه الله رغب مني أن أكتب مقدمة لكتابه " دراسات في التصوف " الذي أراد له رحمه الله أن يكون القسم الثاني من كشف التصوف والصوفية ولبيان القنطرة التي درج عليها هذا المنهج ومن أي مبدأ ظهر.

وليس بخاف أنه رحمه الله قد أسهم بقلمه وخطابته في مجال مكافحة البدع والمبتدعة أيما إسهام , وكان لحماسه واندفاعه في دفاعه عن العقيدة أثره في بلاد الباكستان وغيرها بما لا يجهله أحد من المهتمين برصد نشاط أهل البدع في العشر السنوات الماضية , وقد ألح عليَ بعد سفره الذي لم ألقه بعده إلا على سرير الانتقال إلى الآخرة.

لقد كانت تربطني بالفقيد علاقة وطيدة ترسخت أصولها على مر الأيام , وكنت كثيرا ما ألح عليه بتوخي الحذر وأن لا يفرق نشاطه لئلا يكثر خصومه فيكيدوا له بكيد الشيطان إذ الشيطان للإنسان عدو مبين , وأعوانه في أنفاذ مقاصده وبث فساده ونشر غوايته أنشط من سواهم , ولكن طبعه رحمه الله ونفسه المندفعة للحق فيما يظهر لي وحبه في فضح نوايا أهل البغي والفساد واطلاعه على مقاصدهم الخبيثة جعله لا يتأثر بعذل عاذل أو دعوة إلى أناة في كفاح الباطل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015