وأما النبهاني فيكتب:
" كان عبد الله بن محمد المعروف بالعفيف من كبار الصالحين أهل الكرامات والأحوال , وكان إذا حضر السماع يأخذه وجد غالب وجد حتى أنه ألقى نفسه مرة من سطح عال عند غلبة الوجد عليه ولم يضره شيء.
ومنها أنه أخرج مرة عين بعض القوال في حال غلبة الوجد عليه , ثم ردها بعد أن سالت على خدّه فرجعت كأن لم يكن بها شيء " (?).
هذا وقد كذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم إثباتاً للوجد فقالوا:
عن أنس كنا عند النبي إذا نزل عليه جبريل فقال: يا رسول الله وفقراء أمتك يدخلون الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام , وهو نصف يوم , ففرح , فقال:
أفيكم من ينشدنا؟
فقال بدري: نعم يا رسول الله , فقال:
هات , فأنشد البدري يقول:
قد لسعت حبّ الهوى كبدي ... فلا طبيب لها ولا راق
إلا الحبيب الذي قد شغفت به ... فعنده رقيتي وترياقي
فتواجد عليه السلام , وتواجد أصحابه معه , حتى سقط رداؤه عن منكبه , فلما فرغوا أوى كل أحد مكانه فقال معاوية: ما أحسن لعبكم يا رسول الله؟ (عياذاً بالله).
فقال: مه مه يا معاوية ليس بكريم من لم يهتزّ عند ذكر الحبيب , ثم اقتسم رداءه من حضرهم بأربعمائة قطعة " (?).