لا يؤمرون. فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن , ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن , ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن , وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل) (?).

وعنه رضي الله عنه أيضا أنه قال:

خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا ثم قال: (هذا سبيل الله).

ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله , وقال: (هذه سبل , على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه , وقرأ {وأن هذا صراطي مستقيما فأتبعوه} الآية (?).

ومثل ذلك ما رواه أبو داود في سننه عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:

(لا تشددوا على أنفسكم فيشدد الله عليكم , فإن قوما شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم , فتلك بقاياهم في الصوامع والديار رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم) (?).

وأخيرا ما ثبت في الصحيح الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) (?).

فالدين والشريعة عبارة عن كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم , وما لم يرد ذكره فيهما فليس له من الأمر من شيء , فإن أسلاف هذه الأمة وعلى رأسهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهموا الدين هكذا , ولم يكونوا يحيدون عنهما قيد شبر , وكل ما لم يثبت ولم يرد ذكره في كتاب ربهم وسنة نبيهم عدوه زيادة على الشرع وحدثا في الدين وبدعة مرفوضة وعملا مردودا , صغيرا كان أم كبيرا.

وعلى ذلك قال صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود لمن رآهم يسبحون بالحصا:

" على الله تحصون؟ لقد سبقتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم علما , وقد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015