يا مولانا , كيف استماع الغناء والضرب بالدفوف والرقص , ما هو خلاف الشرع؟

فحول الشيخ وجهه إليه , وتكلم في أذنه خفية, فظهر منه صوت عجيب , وحصل له وجد بالسماع وضرب الدف, ولما أفاق اعتذر للشيخ (?).

وأشنع منها الحكاية التي ذكرها اليافعي أن بعض الأمراء " استأذنته امرأته ذات ليلة في الخروج من بيته فأذن لها ثم تبعها , ولم يزل يمشي بعدها إلى أن جاءت إلى موضع سماع الشيخ وفقرائه , فرأى النساء وقربها من الفقراء , فأنكر عليه بقلبه , وقال: هؤلاء الفاعلون التاركون يسمعون والنساء عندهم. ثم إنه أخذه حرقان بول , فتنحى إلى مكان ليبول فيه , فوجد فرج امرأة , فعرفه من أين أتى, ثم وقف حتى تفرق الناس وهو محزون متحير في أمره , فوقف على الشيخ وقال له:

هكذا يكون الفقراء إذا جلس عندهم النساء , فاستغفر الله تعالى من ذلك الخاطر, ودعا له الشيخ فعاد إلى حالة الأول " (?).

ومن الغرائب أن الهجويري المعروف بالاعتدال يحكي عن إحدى الصوفيات فاطمة البلخية أنها ذهبت مع زوجها الصوفي المشهور أحمد بن خضرويه البلخي إلى با يزيد, فلما أقبلت على با يزيد ورفعت البرقعة عن وجهها وكانت تتحدث معه بجرأة, فتعجب أحمد من ذلك , واستولت الغيرة على قلبه , فقال: يا فاطمة , أيّ جرأة تلك التي كانت لك مع با يزيد؟

فقالت: لأنك أنت محرم طبيعتي , وهو محرم طريقتي (?).

هذا , والوقائع مثل هذه أكثر من أن تعد وتحصى , وأن يسعها باب أو كتاب , إن دلت على شيء دلت على أنه لا استنكار ولا نكير على الصوفية فيما يأمرون ويفعلون , ويقولون ويعلمون , لأن لهم علاقة رابطة واتصالا مع الله بطريق الكشف والإلهام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015