وأيضا ففي الحديث نسبة اليأس (?) إلى الشيطان مبنيا للفاعل لم يقل (أيس) بالبناء للمفعول، ولو قدر أنه يئس (?) من عبادته في أرض العرب إياسا مستمرا فإنما ذلك ظن منه وتخمين، لا عن علم لأنه لا يعلم الغيب، وهذا غيب لا يعلمه إلا الله {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ} [الجن:26] فإنه يطلعه على ما يشاء من الغيب، وقد قال تعالى: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا} [لقمان:34] أي من خير وشر, وهذا من مفاتح الغيب التي لا يعلمها إلا الله.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مفاتح الغيب خمس لا يعلمها إلا