واستمر ذلك من أول القرن الثاني عشر الهجري إلى ما بعد منتصفه حيث مات هذا الأب في سنة 1153 هـ 1738 م. وكانت سن ابنه محمد حينذاك قد بلغت الثامنة والثلاثين.

وولد محمد بالعيينة من بلدان العارض في شمالي الرياض قصبة نجد الحاضرة، وعاش حتى أوفى على التسعين، ثم مات -رحمه الله- عام 1206 هـ - 1791 م بعد أن قضى يدعو بدعوته أكثر من خمسين عاما انتهت باعتكافه في شيخوخته قليلا، كما انتهت بعد جهاد عنيف إلى أن أرست أسس الثبات والانتصار.

وشب محمد في بيته فقرأ القرآن وحفظه وأتقنه قبل بلوغ العاشرة من عمره، ثم قرأ على أبيه وعلى علماء اليمامة مبادئ العلم والفقه على مذهب أحمد، ومنذ بلغ رشده واستوى قدمه أبوه لإمامة الصلاة.

وفي أثناء هذه الدراسة الأولى حج محمد إلى بيت الله واعتمر، وكان لم يزل بعد في إبان الشباب، ثم قصد إلى المدينة فجاور بها نحوا من شهر، حتى إذا عاد إلى بلده فتزوج بها انكب على والده يكمل الفقه الحنبلي، ثم عاود الحجاز -من بعد- فقرأ على علماء الحرمين الكبار1.

وانصرف الناشئ التميمي إلى تحصيل العلم والنَّهَم فيه انصرافا خالصا، ولم يَشُبْهُ بطلب شيء غيره من مطالب العيش من صناعة أو تجارة كما كان أهل نجد في ذلك الزمان.

وقد قالوا إن رجلا من عنيزة اسمه سليمان بن راشد أغراه يوما بالتجارة وحسنها له وعرض عليه أن يعطيه مالا ليس له غير نصف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015