[يدعي الرافعي، أن المصريين كانوا يبتهجون بانتصارات جيش محمد علي في الحجاز: "ولما وصلت إلى مصر أنباء هذا الفتح قوبلت بابتهاج عظيم" (يقصد فتح الشقراء13/ 1/ 1818)، ويستشهد بالجبرتي! مع أن كل ما ورد في الجبرتي هو قوله: "حضر مبشر من ناحية الديار الحجازية يخبر بنصرة حصلت لإبراهيم باشا، وأنه استولى على بلدة تسمى الشقراء".
لاحِظ "تسمى" للتقليل من شأنها، وكيف يبتهج الناس بفتح بلدة لا يعرفونها، إلا أن الجبرتي يكمل: "وأن بين عسكر الأتراك والدرعية مسافة يومين" ما دَخْلُنا نحن بعسكر الأتراك؟! ثم يضيف: "فلما وصل هذا المبشر ضربوا بقدومه مدافع من أبراج القلعة"!
هذه هي رواية الجبرتي، مبشر جاء بنصر للأتراك، ومدافع من القلعة أطلقت! فأين المصريون من هذا كله؟!
ولكن الرافعي مُصر على توريط الجبرتي، فينسب إليه ما لم يقل، بل عكس ما قاله، فينقل وصف الجبرتي لاحتفالات الباشا بانتصاراته، وتجمع المصريين، وهذا التجمع سواء طوعًا أو كرهًا، ظاهرة اجتماعية مصرية، فهم لا يتركون جنازة ولا