وتوفي طوسون باشا ابن محمد علي عقب عودته من الحملة على الوهابية، وعمره عشرون سنة، من مرض مفاجئ لم يمهله أكثر من عشر ساعات.
لم يوافق "محمد علي" على الصلح الذي أبرمه ابنه طوسون مع عبد الله بن سعود، فجهز ابنه إبراهيمَ بحملة جديدة على نجد مجهزة بمدافع ضخمة (?)، وعسكر بالحناكية شرق المدينة، وبدأ بإغراء البدو، فوقفت القبائل بقوة إلى جانبه، وقد كانت قبل ذلك مع الإمام سعود -فسبحان مقلب القلوب- وسار إبراهيم باشا بجيشه من الحناكية إلى الرس فقاومه أهلها، ثم استسلموا، ثم احتل عنيزة وبريدة والمذنب، ودخل الوشم وشقرا، وقاومه أهل ضرمى فأباحها لجنوده، وساروا إلى الدرعية فحاصروها (?) خمسة أشهر، كانت النجدات خلال هذه المدة تتوالى على إبراهيم باشا من مصر والبصرة والمدينة والقصيم، إلا أن هذه المسيرة لم تكن نزهة سهلة، وإنما كلفته غاليًا من العدة والعتاد، وبقيت الدرعية التي انبثقت