مقرب، ولا نبي مرسل، وهو الذي دعت إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم، وهو الذي عليه أهل السنة والجماعة"اهـ (?).
(3) شخصية الإمام المجدد -رحمه الله تعالى- المتميزة بالرسوخ في العلم والعمل، والزهد، والتضحية، والإخلاص، ولعل عبقرية هذه الشخصية تكمن في إخلاصه وتجرده، وصدقه الشديد في دعوته، وغيرته الشديدة على حقائق التوحيد، وصبره على الشدائد، "ونكران الذات"، فمع أنه الرجل الأول في الدعوة فإنك لا تلمس أثرًا لطغيان إلـ"أنا"، فكان لا يدعو إلى "نفسه"، ولا يسعى لبناء مجد شخصي، وإنما: {دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33].
قال ابن بشر في ترجمته للشيخ -رحمه الله تعالى-:
(ثم دخلت السنة السادسة بعد المائتين والألف:
وفي هذه السنة توفي الشيخ شيخ الإسلام مفيد الأنام قاطع المبتدعين، مشيد أعلام الدين، مقرر دلائل البراهين، محيي معالم الدين بعد دروسها، ومظهر آيات التوحيد بعد أفول أقمارها وشموسها.
كان الشيخ -رحمه الله تعالى- كثير الذكر لله قل ما يفتر لسانه من قول "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر"، وكان إذا جلس الناس