دعوة الأول، لكن أن نغلو في وصفها حتى نعدها امتدادًا للمنهج السلفي الواضح الذي تبناه ابن عبد الوهاب فهذه مجازفة، أضف إلى ذلك النّفس الاعتزالي الذي اتسمت به دعوة الشيخ محمد عبده، التي تميزت بالمبالغة في الاعتداد بالعقل، والانهزام أمام الغرب المكذِّب بعالم الغيب.
وإذا كان الشيخ محمد عبده قد هاجم بدع الصوفية وانحرافاتهم، الأمر الذي يلتقي به مع الوهابية، لكن ذلك بمجرده لا يكفي لوصف منهج محمد عبده بأنه سلفي، يقول د. محمد محمد حسين -رحمه الله-:
" .. حتى خلطوا بهم - أي بالوهابيين السلفين - كل من دعا بهذه الدعوة - أي: مهاجمة الصوفية - واعتبروه منهم، غافلين عن أن التصوف يمكن أن يهاجم من منطلقين مختلفين:
- من منطلق سلفي يهاجم الابتداع.
- ومن منطلق عَلْماني ينكر الغيبيات، ويخضعها للتفكير الحر، ومن هذا المنطلق خلطوا بين الأفغاني ومحمد عبده، وبن محمد بن عبد الوهاب"اهـ (?).