الخامس والأربعون: إياك والعجب: -

قد يبدأ الخطيب مشوار الخطابة بداية متواضعة يحقر فيها نفسه ولكن ما أن تقف قدماه على منبر الخطباء النجباء الذين يملكون قلوب الناس قبل أسماعهم إلا وتبقى نفسه عرضة للانزلاق في مهاوي العجب الذي يحمله على الإعجاب برأيه دون غيره فيقع فريسة للأخطاء ومجانبة الصواب لا سيما في الأمور المعضلة والنبي صلى الله عليه وسلم ذم هذه الصفة بقوله: «إذا رأيت شحًا مطاعًا وهوًا متبعًا وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك نفسك» رواه أبو داود والترمذي وحسنه. وأحسن ما يداوي المعجب بنفسه نفسه هو أن ينظر إلى من فوقه علمًا وتواضعًا من سلفنا الصالح وعلمائنا الكرام {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} يوسف: 76. قال الشاعر:

من شاء عيشًا هنيًا يستفد به ... في دينه ثم في دنياه إقبالا

فلينظرن إلى من فوقه أدبًا ... ولينظرن إلى من دونه مالا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015