ولكن سائر الجند والقادة بزعامة حسان بن مالك زعيم القبائل اليمنية - الذين كانوا أقوى المؤيدين لبنى أمية وهم أخوال يزيد - رفضوا أن يخرج الأمر عن بنى أمية وأن يبايعوا لابن الزبير، فحدث خلاف شديد ولبث الشام ستة أشهر بدون إمام، وأخيرًا اتفق القوم على أن يعقدوا مؤتمرًا للشورى، يبحثون فيه عمن يصلح للخلافة ويصلون في ذلك إلى قرار (?). ويعد معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبى سفيان آخر خلفاء الفرع السفياني، وانتقلت الخلافة بعده إلى الفرع الثاني من بنى أمية «المروانيين»، وأولهم مروان بن الحكم، ولا يُعد عند كثير من المحققين والمؤرخين خليفة، حيث يعتبرونه باغيًا خرج على أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير، وكذلك ولده عبد الملك لا يعد خليفة إلا بعد موت ابن الزبير، واجتماع المسلمين عليه (?)، وبوفاة معاوية بن يزيد انتهت الدولة السفيانية وظهرت الدولة الزبيرية، ولكنها لم تستمر، فقد استطاع بنو مروان القضاء عليها، وسيأتي التفصيل في الصفحات القادمة بإذن الله تعالى.

ثالثًا: بيعة ابن الزبير بالخلافة:

بعد موت يزيد بن معاوية لم يكن هناك من خليفة، وإذا كان يزيد قد أوصى لابنه معاوية فإن هذا لا يكفي للبيعة، إذ لا بيعة دون شورى، إضافة إلى أن الذين قد بايعوا معاوية بن يزيد لا يزيدون على دمشق وما حولها وأعيان بنى كلب. وهذا مع أن معاوية بن يزيد لم يعش طويلاً، وترك الأمر شورى، ولم يستخلف أحدًا، ولم يوص إلى أحد، وكان عبد الله بن الزبير، رضي الله عنهما، قد بويع له في الحجاز، وفي العراق وما يتبعه إلى أقصى مشارق ديار الإسلام،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015