الزبير- وهو انفراد الأمويين به- قد حدث، ثم إن الرجل الذي كان يضفى مكانة ومنزلة على المعارضة قد قتل، ومع ذلك لم يحدث تحرك من الناس ضد الأمويين بسبب قتل الحسين - رضي الله عنه - (?)،
ولعل انفراده بالمعارضة ضد يزيد هو الذي جعل ابن خلدون يقول: ولم يبق في المخالفة لهذا العهد - الذي اتفق عليه الجمهور- إلا ابن الزبير، ونُدور المخالف معروف (?)، وقد أحس ابن الزبير بخطورة موقفه، ولكنه حاول أن يستفيد من دوافع الكره والمقت التي تعتلج في نفوس الناس ضد الأمويين بسبب قتل الحسين (?).
1 - أول هجوم مباشر وصريح من ابن الزبير على يزيد: عندما سمع ابن الزبير بمقتل الحسين - رضي الله عنه - قام خطيبًا في مكة وترحم على الحسين وذم قاتليه، وقال: أما والله لقد قتلوا طويلاً قيامه، وكثيرًا في النهار صيامه، أحق بما هم فيه منهم، وأولى بما هم فيه منهم، وأولى به في الدين والفضل، أما والله ما كان يبدّل بالقرآن الغناء، ولا البكاء من خشية الله الحداء، ولا بالصيام شراب الحرام، ولا بالمجالس في حلق الذكر الركض في طلب الصيد - يعرّض بيزيد - فسوف يلقون غيًا (?).