أهمهم عنده الحسين بن على، فكتب إلى أميرها الوليد بن عتبة كتابًا يخبره فيه بوفاة معاوية، فقال: بسم الله الرحمن الرحيم، من يزيد أمير المؤمنين إلى الوليد ابن عتبة، أما بعد، فإن معاوية كان عبدًا من عباد الله، أكرمه الله واستخلفه، وخوّله ومكّن له، فعاش بقدر، ومات بأجل، فرحمه الله، فقد عاش محمودًا، ومات برًّا تقيًّا، والسلام (?) ونظرًا لتساهل الوليد بن عتبة بن أبى سفيان في أخذ البيعة من الحسين وابن الزبير لأنه كان رجلاً يحب العافية (?)، وأنه كان رجلاً رفيقًا سريًا كريمًا (?)، كما أنه كان يخشى عذاب الله وعقابه، فقد امتنع عن سجن الحسين أو قتله وقال: ... والله ما أحب أن لي ما طلعت عليه الشمس وغربت عنه من مال الدنيا وملكها وأني قتلت حسينًا .. سبحان الله! أقتل حسينًا أن قال: لا أبايع؟ والله إني لا أظن أمرأ يحاسب بدم الحسين لخفيف الميزان عند الله يوم القيامة. فقال مروان: فإذا كان هذا رأيك فقد أصبت فيما صنعت (?).
كان إصرار يزيد على طلب البيعة من الحسين وابن الزبير- رضي الله عنهما - هو الشرارة الأولى في الفتنة التي اندلعت بين المسلمين، فقد شعر كل منهما بأنه مطلوب، وأنه إذا لم يبايع فسيكون ضحية طيش يزيد، وأن سيوف أعوان الخليفة الجديد أصبحت مسلولة عليهما، فعادا إلى البيت الحرام، ولجآ إلى مكة المكرمة يطلبان فيها الأمان، ويحتميان بحمى الله فيها، ولئن أصاب يزيد حين أبقى عمال أبيه على الولايات، ليضمن استقرار الأمور فيها، فقد خانته عبقريته في إصراره على طلب البيعة من الحسين وابن الزبير، حيث كان إصراره