الفصل الثاني
ابن الزبير في عهد أبى بكر وعمر وعثمان وعلى ومعاوية رضي الله عنهم
لا نجد في كتب السيرة أي خبر عن اشتراك عبد الله بن الزبير في الحروب والغزوات رغم حضوره مع والده غزوة الأحزاب وفتح مكة، فقد كان في مقتبل العمر ولم يتجاوز عمره عند وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - إحدى عشرة سنة. وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يجيز أحدًا من الغلمان لم يبلغ الخامسة عشرة، وأول ما يرد من أخبار تتعلق بخروجه مع الجيوش، ومرافقته لوالده في تحرير بلاد الشام وحضوره معركة اليرموك إذ يقول عبد الله: كنت مع أبى عام اليرموك، فلما تعبأ المسلمون للقتال، لبس الزبير لأمته ثم جلس على فرسه ثم قال لموليين له: احبسا عبد الله ابن الزبير معكما في الرحل، فإنه غلام صغير (?).
وبعد انتهاء القتال شارك عبد الله في علاج الجرحى بعد انهزام المشركين (?) وإن لم يشارك في القتال لصغر سنه، فإنه ألف القتال والعراك وصليل السيوف منذ نشأته مما زاد في شجاعته وخبرته العسكرية (?).
مرّ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وابن الزبير يلعب مع الصبيان، ففروا، ووقف ابن الزبير فقال له عمر: مالك لم تفر معهم؟ فقال: لم أجرم فأخافك، ولم