صفوة مالنا فلآل الزبير، وأمّا عفوته فإن بنى أسد تشغلها عنك، وتيمًا، ولكن لك في مال الله حقان: حق برؤيتك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وحق لشركتك أهل الإسلام في فيئهم، ثم أخذ بيده فدخل به دار النَّعَم، فأعطاه قلائص سبعًا وجملاً رحيلاً، وأوقر له الركاب برًا وتمرًا وثيابًا، فجعل النابغة يستعجل ويأكل الحب صِرْفًا، فقال ابن الزبير: ويح أبى ليلى، لقد بلغ الجهد (?).
فهذا الخبر ينفى ما روى عن بخل ابن الزبير، ففرق بين البخل والحفاظ على مال المسلمين، فقد بدا واضحًا من كلام عبد الله بن الزبير تبريره حق النابغة الجعدي فيما منحه إياه دون أي اعتبار لما مدحه به من شعر (?).
د- عبد الله بن عروة ابن أخ ابن الزبير: جاء في رواية للزبير بن بكار أن عبد الله بن الزبير زوّج ابنته أم حكيم من ابن أخيه عبد الله بن عروة، فأرسل عروة إلى أخيه عبد الله عشرين ألف درهم فردها عبد الله قائلاً: لو أردت المال لوجدته عند غيرك (?).
هـ- حمزة بن عبد الله بن الزبير في سجن أبيه: قدم حمزة بن عبد الله بن الزبير على أبيه بعد أن عزل من العراق، فلما سأله أبوه عن المال أخبره بأنه وزعه على قومه فوصلهم به، فقال له ابن الزبير: مال ليس لك ولا لأبيك. ثم سجنه (?) وهكذا يتضح حرص ابن الزبير على المال العام، وإنفاقه وكرمه الذي لا تجاوز فيه لشرع الله في الإنفاق.