2 - نصب المنجنيق على جبال مكة: أراد الحجاج بن يوسف الثقفي أن ينهي أمر ابن الزبير فكتب إلى عبد الملك بن مروان يطلب منه الإذن بقتاله ومناجزته, فأجابه عبد الملك بقوله: افعل ما ترى (?). وهذه الإجابة تحمل في مضمونها الموافقة على طلب الحجاج المتحفز لقتال ابن الزبير, وتوجه الحجاج ابن يوسف بجميع جيشه إلى مكة ونصب المنجنيق على جبالها, وبدأ يضرب ابن الزبير داخل الحرم ضربًا متواصلاً, وفي الوقت نفسه كانت بقية جيشه يقاتلون البقية الباقية مع ابن الزبير (?) , وتوسط بعض أعيان مكة وعلى رأسهم ابن عمر لدى الحجاج طالبين إليه أن يكف عن استعمال المنجنيق فأجابهم: والله إني لكاره لما ترون ولكن ماذا أصنع وقد لجأ هذا إلى البيت؟ وكانت وفود الحج قد جاءت إلى مكة من كافة الأقطار الإسلامية, وقد منعهم من الطواف حول البيت ما يتعرض له الطائفون من خطر المنجنيق, ولما كان في ذلك تعطيل لركن من أركان الحج فقد تدخل في الأمر ابن عمر فكتب إلى الحجاج يقول له: اتق الله فإنك في شهر حرام وبلد حرام, وقد قدمت وفود الله من أقطار الأرض ليؤدوا فريضة الله ويزدادوا خيرًا (?) , فأرسل الحجاج إلى طارق بن عمرو بأن يكف عن استعماله حتى ينتهي الناس من الحج, وقال لهم: والله إني لكاره لما ترون, ولكن ابن الزبير لجأ إلى البيت (?) , وأيًّا ما كان فقد كف عن استعمال المنجنيق حتى انتهى الناس من الطواف (?) ,
وبعدما انتهى موسم الحج نادى الحجاج في الناس بالانصراف إلى البلاد