وقال كثير عزة في ابن الحنفية:
إلا إن الأئمة من قريش ... ولاة الحق أربعة سواء
عليٌّ والثلاثة من بنيه ... هم الأسباط ليس بهم خفاء
فسبط سبط إيمان وبرٍّ ... وسبط غيبته كربلاء
وسبط لا تراه العين حتى ... يقود الخيل يقدمها لواء
تغيَّب لا يُرى عنهم زمانًا ... برضوى عنده عسل وماء (?)
نصت مقررات مؤتمر الجابية -كما أشرنا- على أن تكون الخلافة لعمرو بن سعيد الأشدق بعد مروان بن الحكم وخالد بن يزيد بن معاوية, وتجاوز مروان عمرًا وبايع لابنيه عبد الملك, وعبد العزيز, الأمر الذي أثار نقمة عمرو, بعكس خالد بن يزيد الذي انصرف إلى العلم, لاسيما الكيمياء (?) , وفي أول سنة 69هـ خرج عبد الملك بجنوده يريد قرقيسيا, ليحاصر فيها زفر بن الحارث, واستخلف على دمشق عمرو بن سعيد بن أبي العاص, ولم يكد عبد الملك يخرج بجيشه من دمشق, حتى تحصن عمرو بن سعيد, وأخذ ما في بيت المال من الأموال, وتذكر رواية أخرى أن عمرو بن سعيد كان مع عبد الملك حين خرج إلى قرقيسيا, ولكنه استغل فرصة الليل, وانخذل هو وجماعة معه من الجيش, ورجعوا إلى دمشق, ففر والي دمشق من قبل عبد الملك -عبد الرحمن بن أم الحكم الثقفي- ودخلها عمرو بن سعيد واستحوذ على ما فيها من الخزائن (?) وبعث عمرو إلى عبد الرحمن ابن أم الحكم فلم يجده, فأمر بهدم بيته, واجتمع الناس وصعد