ثم تفترق في مجاري وكان أولاد حمير وأولاد كهلان ابني سبأ حينئذ سادة اليمن وكبيرهم عمر ومزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة ين امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد يقال الأسد بن الغوث ابن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وجماع قبائل اليمن ينتهي إلى قحطان وأختلف فيه فالأكثران قحطان هو عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام وقيل هو من ولد هود وقيل هو هود نفسه وقيل ابن أخيه ويقال هو أول من تكلم باللغة العربية وهو والد العرب المتعربة وإسماعيل عليه السلام والد العرب المستعربة وأما العرب العاربة فقبل ذلك كعاد وثمود

وعمليق وغيرهم وذهب الزبير بن بكار إلى أن قحطان بن الهميسع بن تيم بن نبت بن إسماعيل ولذا قال أبو هريرة رضي الله عنه مخاطبا للأنصار فتلك أي هاجر أمكم يا بني ماء السماء يعني الأنصار لأن جدهم عامرا هو الملقب بذلك أو أراد جميع العرب لملازمتها مواقع القطر وهذا متمسك من ذهب إلى أن العرب كلها من ولد إسماعيل وهو الذي أميل إليه وأن ثبت خلافه فالعرب الذين لهم الشرف والتقديم بنو إسماعيل عليه السلام فقط كما أوضحناه في الأصل وكانت زوجة عمر ومزيقياء تسمى طريفة الحميرية كاهنة ولدت له ثلاثة عشر ولدا ثعلبة أبا الأوس والخزرج وحارثا والد خزاعة وقيل فيهم غير ذلك وجفنة والد غسان وقيل فيهم غير ذلك ووداعة وأبا حارثة والحرث وعوفا وكعبا ومالكا وعمران هؤلاء أعقبوا والثلاثة الباقون لم يعقبوا وكان لعمر ومزيقياء من القصور والأموال ما لم يكن لأحد فرأى أخوه عمران وكان كاهنا ولم يعقب أن قومه سيمزقون وتخرب بلادهم فذكره له ثم أن ظريفة سجعت له بما يدل لذلك فقال وما علامته قالت إذا رأيت جرذا يكثر في السدّ الحفر ويقلب بيديه منه الصخر فأنطلق إلى السدّ فإذا جرذ يقلب الصخرة والصخرة ما يقلبها خمسون رجلا من السدّ فأخفى ذلك وأجمع على بيع ماله بأرض سبأ والخروج بولده وخشي من استنكار ذلك فأحتال بطعام واسع صنعه وجمع أهل مأرب وأسرّ إلى يتيم رباه أن يجلس إلى جانبه وينازعه الحديث ويفعل به مثل ما يفعل به ثم كلمه في سيء فردّ عليه فضرب عمرو وجهه وشتمه ففعل اليتيم به مثله فصاح وأذلاه اليوم ذهب فخر عمرو وحلف لا يقيم ببلد صنع به ذلك فيها وأن يبيع أمواله فاغتنموا غضبه واشتروها وتبعه ناس من الأزد فباعوا فلما أجتمع لعمرو أثمان مواله أخبر الناس فخرج ناس كثير وأقام من قضى عليه بالهلاك وقيل المحتال في بيع ماله لثعلبة بن عمرو وإنما كانت ظريفة زوجته ومات عمرو قبل السيل وقيل لما مات عمرو وصارت الرياسة لأخيه عامر العاقر وهو المحتال للبيع فقال لحارثة بن أخيه إذا ضربتك فالطمني فقال كيف يلطم الرجل عمه فقال أن في ذلك صلاحك وصلاح قومك ثم جاء السيل فلم يجد مانعا فغرق البلاد والكروم والأماكن في رؤوس الجبال والبعيد مثل ذمار وحضرموت وعدن وذهبت الضياع والحدائق وجاء السيل بالرمل فطمها وصفت لهم ظريفة البلاد وقيل عمرو فسكن أزد عمان بها ووداعة بن عامر بكرود من أرض همدان فانتسبوا فيهم وأزد شنوأة بشنّ من السراة وخزاعة ببطن مرّ والأوس والخزرج بيثرب وآل جفنة من غسان بيصرى وسدير من أرض الشام وجذيمة الأبرش وغيره من غسان بالعراق وسجع ظريفة المتعلق بيثرب من كان منكم يريد الراسخات في الوحل المطعمات في المحل فليلحق بيثرب ذات النخل ونسب لعمرو بن عامر بزيادة المدركات بالذحل عقب المطعمات في المحل وقيل قال فليلحق بالحرة ذات النخل فلما خرجوا وفارقهم وداعة بهمدان ثم أزدشنوأة بين السراة ومكة ومعهم عمران بن عمرو وسار عمر وفي باقي ولده وفي ناس من الأزد حتى نزلوا ماء يقال له غسان وغلب عليهم اسمه حتى قال شاعرهميق وغيرهم وذهب الزبير بن بكار إلى أن قحطان بن الهميسع بن تيم بن نبت بن إسماعيل ولذا قال أبو هريرة رضي الله عنه مخاطبا للأنصار فتلك أي هاجر أمكم يا بني ماء السماء يعني الأنصار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015