وللبهيقي في الدلائل في خبر معاوية بن حرمل في قدومه المدينة وقول عمر له أذهب إلى خير المؤمنين وأنزل عليه يعني تميما الداري قال فبينا نحن ذات يوم إذ خرجت نار من الحرّة فجاء عمر رضي الله عنه إلى تميم الداري فقال قم إلى هذه النار فقال يا أمير المؤمنين ومن أنا وما أنا فلم يزل به حتى قام معه قال وتبعتهما فانطلقنا إلى النار فجعل تميم يحوشها بيده حتى دخلت الشعب ودخل تميم خلفها وهذا شبيه بما وقع لخالد بن سنان وأنشد بعض أهل المدينة في النار المتقدّمة

يا كاشف الضرّ صفحا عن جرائمنا ... لقد أحاطت بنا يا رب بأساء

نشكو إليك خطوبا لا نطيق لها ... حملا ونحن بها حقا أحقاء

زلازل تخشع الصم الصلاب لها ... وكيف تقوى على الزلزال شماء

أقام سبعا يرج الأرض فانصدعت ... عن منظر منه عين الشمس عشواء

بحر من النار تجري فوقه سفن ... من الهضاب لها في الأرض أرساء

ترمي لها شررا كالقصر طائشة ... كأنها ديمة تنصب هطلاء

تنشق منها بيوت الصخران زفرت ... رعبا وترعد مثل السعف أضواء

منها تكاثف في الجوّ الدخان إلى ... أن عادت الشمس منهوهي دهماء

قد أثرت سفعة في البدر لفحتها ... فليلة التم بعد النور عمياء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015