(فعساك تسعد يَا زمَان بقربهم ... فَأَقُول أَهلا باللقاء ومرحبا)

ثمَّ قَالَ متعرضا للخفاجي فِي اعتراضه على المطلع أَن اسْتِعَارَة العطاس للنسيم لييست بحسنة مَقْبُولَة وَالْمَعْرُوف عطس الصُّبْح وَالْفَجْر إِلَى آخر مَا قَالَه حَيْثُ أُرِيد التَّشْبِيه صَحَّ التشميت فَإِن الْمعَانِي مُتَسَاوِيَة بَين الْأَنَام لَا خُصُوصِيَّة لَهَا بعصر دون عصر كَمَا قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ وَقَول المرزوقي فِي شرح الفصيح وعطس الصُّبْح انفجر على التَّشْبِيه كَقَوْل أبي إِسْحَق الْغَزِّي

(كم من بكور إِلَى إِحْرَاز منقبة ... جعلته لعطاس الْفجْر تشميتا)

لَيْسَ فِيهِ منع لاستعماله على وَجه التَّشْبِيه فِي غير الصُّبْح بل هُوَ أتم فِي الرّيح مِنْهُ فِي الْفجْر لقَوْل الْمَذْكُور يُقَال عطس إِذا فاجأته صَيْحَة من غير إِرَادَة وهبوب الرّيح فَجْأَة كَذَلِك بِخِلَاف الْفجْر فَإِنَّهُ يلوح شَيْئا فَشَيْئًا انْتهى وَمن شعر صَاحب التَّرْجَمَة على مَا أنْشدهُ لَهُ ابْن مَعْصُوم فِي السلافة قَوْله فِي بعض المباني المنصورية

(مَعَاني الْحسن تظهر فِي المغاني ... ظُهُور السحر فِي حدق الحسان)

(مشابه فِي صِفَات الْحسن أضحت ... تمت بهَا المغاني للغواني)

(بِكُل عَمُود صبح من لجين ... تكون فِي استقامة خوط بَان)

(مفصلة القدود ممثلات ... مُوَاصلَة العناق من التداني)

(تردت سابري الْحسن يزري ... بِحسن السابري الخسرواني)

(وتعطو الخيزرانة من دماها ... بسالفة القطيع البرهماني)

(لمجدك تنتمي لَكِن نماها ... إِلَى صنعاء مَا صنع اليدان)

(يدين لَك ابْن ذِي يزن ويعنو ... لَهَا غمدان فِي الأَصْل الْيَمَانِيّ)

(غَدَتْ حرما وَلَكِن حل مِنْهَا ... لوفدكم الْأمان مَعَ الْأَمَانِي)

(مبان بالخلافة آهلات ... بهَا يَتْلُو الْهدى السَّبع المثاني)

(هِيَ الدُّنْيَا وساكنها إِمَام ... لأهل الأَرْض من قاص ودان)

(قُصُور حَالهَا فِي الأَرْض شبه ... وَمَا فِي الأَرْض للمنصور ثَان)

قَالَ الْمقري فِي كِتَابه نفح الطبب وَقد بَلغنِي وَفَاته وَأَنا بِمصْر عَام ثَلَاثِينَ وَألف وَذكر الشلي أَن وَفَاته كَانَت فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَلم أدر عَمَّن حَرَّره وَالله أعلم

عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام بن مُوسَى بن أبي بكر بن أكبر عَليّ بن احْمَد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد الْبَيْضَاوِيّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015