(نادمته أَبنَاء حمدون واستهواه ... بدر حِين اجتلى ابداره)
بدر هُوَ بدر الجلنار غُلَامه
(ورذاذ موقع بغناء ... لَيْسَ يَخْلُو من صَنْعَة مختاره)
(واغتذى المكتفي يمرح والصولي ... يروي محاضراً أشعاره)
(وَأَبُو الْفضل كَانَ يرتع من روق ... صباه فِي جدة ونضاره)
(حرق الندّ والكبا الرطب والعنبر ... مُتَمَتِّعا بِهِ وأثاره)
(وَأقَام الراضي يفرق مَا بَين ... الندامى فِي كل وَقت نثاره)
(رب كاس لَهُ بَقِيَّة نشوان ... وَفِي حجرَة الرخام أداره)
(ونعيم وَالَاهُ فِي حجرَة الأترج ... وَالْمَاء قد أثار بخاره)
(لَيْت شعري أَيْن اسْتَقل بَنو برمك ... من بعد مَا توَلّوا الوزاره)
(حِين كَانَت أيامهم غرر الْعَيْش ... وَكَانَت أكفهم مدراره)
(والوزير المهلبي وَمَا نول ... وَابْن العميد ترب الصداره)
(وَكَذَا الصاحب بن عباد حَيَّاهُ ... وَحيا نظامه ونثاره)
(بل وَأَيْنَ السراة من آل حمدَان ... وَمَا قد تخولوا فِي الإماره)
(أَيْن من بَات رَافعا لبني اللَّهْو ... الملمين بالتحايا عماره)
(أَيْن من رَاح والمجاسد تزدان ... عَلَيْهِ بأعين النظاره)
(طوّقته المخانق البرمكيات ... فَكَانَت بَين الظراف شعاره)
(وتردّت من الْعَوَاتِق بالمنديل ... مذ رَاح عاقداً زناره)
(وعَلى رَأسه أكاليل آس ... كللت أدمع الندى أقطاره)
(وعَلى الْإِذْن مِنْهُ رَيْحَانَة من ... أذريون كمن يروم سراره)
(أَيْن من كَانَ جَانب الزهر مناساً ... لَدَيْهِ والعيش يندى غضاره)
(ينتحي منتحى المروآت طلقا ... فِي لذاذاته ويبدي افتراره)
(وَترى عِنْده مزملة المَاء ... وخيش النسيم يَعْلُو جِدَاره)
(وسحاب البخور يهطل مِنْهُ ... مَاء ورد يزجي النسيم قطاره)
(أَيْن من كَانَ فِي فضاء من الغوطة ... يجلى من قبلنَا أبصاره)
(أَيْن من بَات نَاعِمًا فِي مغاني ... شعب بوّان ناشقاً أزهاره)
(أَيْن من أطلق النواظر فِي صغد ... سَمَرْقَنْد واجتلى أنواره)