(دموع أجابت داعى الْحزن همع ... توصل منا عَن قُلُوب تقطع)

الى أَن قَالَ

(وَلم أنس سعى الْجُود خلف سَرِيره ... باكسف بَال يَسْتَقِيم ويطلع)

(وتكبيره خمْسا عَلَيْهِ معالنا ... وان كَانَ تَكْبِير الْمُصَلِّين أَربع)

(وَمَا كنت أدرى يعلم الله قبلهَا ... بِأَن الندى فى أَهله يتشيع)

وَقَوله وَمن قبل فى الْفَتْوَى الخ اشارة الى كَاتب أسئلته الذى ذَكرْنَاهُ على طَرِيق الِاسْتِخْدَام وَهَذَا الْمَقْطُوع من سحر الْكَلَام

مصطفى باشا الشهير بابشير الْوَزير الاعظم أَو حد الوزراء الْمَشْهُورين بالجلالة والرأى الصائب وَحسن السياسة ولى الشَّام فى سنة سِتِّينَ وَألف وألجئ فى حكومته الى غَزْو بِلَاد الدروز فَخرج من دمشق فى جمع عَظِيم وَبلغ الامير ملحم بن يُونُس الْمَعْنى خبر خُرُوجه بقصدهم فَجمع جمعا كثيفا من الدروز وعزم على الْمُقَابلَة وَوَقعت الْمُحَاربَة بَين الْفَرِيقَيْنِ فى وادى قرنانا فَكَانَ عَسْكَر الْوَزير فى أَسْفَل الوادى لكَوْنهم ركبانا وَجَمَاعَة الدروز من أَعلَى الوادى فخلص بعد صعوبة وَذهب لَهُ ولعسكره شئ كثير من الْخَيل وَالسِّلَاح وَالْعدَد ثمَّ عزل عَن مُحَافظَة دمشق وَأعْطى كَفَالَة حلب وَله بهَا الْخيرَات الْعَظِيمَة من الْجَامِع والخان والحوانيت وَغَيرهَا مِمَّا جعله وَقفا على الْجَامِع وعَلى صرة لأهالي مَكَّة تحمل اليهم كل سنة وَشرط توزيعها لمن يكون قَاضِيا بِمَكَّة ثمَّ جَاءَهُ ختم الوزارة الْعُظْمَى وَهُوَ بحلب سنة أَربع وَسِتِّينَ وَألف وَقيل فى تَارِيخه وَزِير الْخَيْر وَلم تطل مدَّته فى الوزارة وَقَامَ الْعَسْكَر عَلَيْهِ وقتلوه وَكَانَ قَتله فى أَوَائِل سنة خمس وَسِتِّينَ وَألف

مصطفى الشهير بضحكى قاضى الْعَسْكَر وفقيه الرّوم كَانَ أعجوبة الزَّمَان فى الْفضل وَكَثْرَة الِاطِّلَاع على الْمسَائِل وَله تآليف فى الْفِقْه ولى قَضَاء قسطنطينية مَرَّات ثمَّ ولى قَضَاء الْعَسْكَر بروم ايلى فى سنة احدى وَثَمَانِينَ وَألف وَكَانَ مُعْتَبرا مراعيا لمراسم الطَّرِيق مُرَاعَاة بَالِغَة بِحَيْثُ تخرج بِهِ مراعاته فى بعض الاحيان الى الْهزْل والعبث وَبِالْجُمْلَةِ فقد كَانَ من الْعلمَاء الصُّدُور وَكَانَت وَفَاته فى سنة تسعين بعد الالف بقسطنطينية

مصطفى سبط الشَّيْخ القطب مَحْمُود الاسكدارى قاضى الْقُضَاة السَّيِّد الاجل كَانَ من لطفاء الموالى ذاتا وطبعا لطيف الْعشْرَة متوددا خلوقا ولى مناصب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015