لَا يلتذ بالعيش بعدى وَلَا ألتذ بالعيش بعده كَمَا قيل فى مَعْنَاهُ

(بروحى من نادمته فَوَجَدته ... ألذ من الشكوى وأصفى من الدمع)

(يوافقنى فى الْهزْل والجدد دَائِما ... فَينْظر من عينى وَيسمع من سمعى)

قَالَ وَكنت فى صحبته مرّة فى قَرْيَة منين من قرى الشَّام وهى فى الْحَقِيقَة ذَات روض نسام وزهر يفوق وزه على الثغر البسام مَاء جارى ونسيم سارى وواد لَا ترى فِيهِ الشَّمْس الا من خلال الاشجار وفوقها أطيار تسبح الْوَاحِد الْغفار فى الاصل والاسحار فَلَمَّا دنا وَقت الظهيره وَحمى حر الهجيره أَرَادَ الراحه فَانْفَرد عَنَّا للاستراحة فَمَا رَأَيْت الْمَنَام غنما بل رَأَيْته فى مثل ذَلِك الْمَكَان غرما فَكتبت اليه مرتجلا وَأرْسلت اليه عجلا

(بحقك خلى لَا تضع فرْصَة المنى ... وبادر الى هَذَا الغدير المسلسل)

(وان لم تَجِد زهر الرياض فاننا ... نريك زهوراً من كَلَام مرتل)

فَكتب الى وَعطف بجوابه على قَوْله

(على غَدِير جلسنا فى مذاكرة ... ودوحة قَامَ من سوق على سَاق)

(فخلت أَغْصَان ذَاك الدوح باكية ... تُرِيدُ تكْتب مَا نملى بأوراق)

وَلما وصلا الى وحصلا لَدَى كتب اليه هَذَا

(جلسنا بروض فِيهِ زهران أسقيا ... بِمَاء افتكار والمياه الدوافق)

(فَمن زهر يبديه روض كلامنا ... وَمن زهر يبديه روض الحدائق)

قَالَ وبالقرب من قَرْيَة منين قَرْيَة يُقَال لَهَا التل قبل الْوُصُول اليها من جَانب دمشق فَلَمَّا قَفَلْنَا من جَانب منين عزم علينا أَهلهَا أَن نمكث بهَا عِنْدهم يَوْمًا فأجبنا الدعوه وانتهزنا فرْصَة الايام الحلوه فَكتب الى السَّيِّد الْمَذْكُور مداعبا فَقَالَ

(أيا رَوْضَة الْآدَاب وَالْفضل والحجى ... وَمن فاق فى جمع الْكَمَال على الْكل)

(ترى هَل يعود الدَّهْر يَوْمًا يؤمنا ... ونرقى كَمَا رام الْفُؤَاد على التل)

فَكتبت اليه فى الْحَال على سَبِيل الارتجال فَقلت

(أيا سيد السادات يَا من بنانه ... تضيف الورى بالجود فى الزَّمن الْمحل)

(اذا ساعد الْحَظ السعيد فاننا ... نطل على الوادى ونرقى على التل)

وَكَانَ بِدِمَشْق خطيب فى الْجَامِع الاموى وَكَانَ أعرج أَعْوَج مُتَّهمًا فى العقيدة وفى الافعال وَهُوَ شرف الدّين مَحْمُود بن يُونُس الطَّبِيب وَكَانَ مَعَ جَهله يتَعَرَّض للفتيا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015