(حَاكم ظَالِم لطيف عنيف ... بَاطِن ظَاهر بِلَا كتمان)
(جَائِر فى قُضَاته لَيْسَ يخْشَى ... من وَزِير علا وَلَا سُلْطَان)
(وَقُلُوب الاسود بالرغم أمست ... مِنْهُ قهرا مراتع الغزلان)
(كم لَهُ فى الاحياء مثلى قَتِيلا ... من كماة لَدَى الوغى شجعان)
(وَهُوَ فى اللَّفْظ ذُو حُرُوف ثَلَاث ... ولدى الْبسط وَاحِد مَعَ ثَمَان)
(أول مِنْهُ ان بدا لى أنادى ... مرضى من مرضة الاجفان)
(وأخير مماثل طور سينا ... عَكسه فاق شامخ الْبُنيان)
(ان تفصل حُرُوفه وتصحف ... تلقه فى مفصل الْقُرْآن)
(وتراه مُصحفا عَاد كالصبح ... اذا من هَاجر بالندانى)
(وَهُوَ فى الْقلب كامن وتراه ... ناطقا مفصحا بِغَيْر لِسَان)
(ثُلُثَاهُ أودعته فى مقالى ... عِشْت دهرا ممتعا فى أَمَان)
(خُذ جَوَابا بَينته لَك حَتَّى ... صَار من بعد وَاضح التِّبْيَان)
(ثمَّ دم راقيا سَنَام المعالى ... حائز الْمجد فائق الاقران)
(مَا جرى بَين أهل فضل سُؤال ... وَجَوَاب يفوق زهر الْجنان)
وَمِمَّا أوردهُ النَّجْم الغزى مَا أنْشدهُ اياه قَوْله
(لَوْلَا ثَلَاث هن من ودى ... مَا كنت أخْشَى الرمس فى لحدى)
(ان أنشر السّنة أبغى بهَا ... نصرا على الْحَاسِد والضد)
(وأتلو الْقُرْآن لَيْلًا اذا ... نَام الورى فى الْفرش والمهد)
(وان أرى فى عمل مخلصا ... لَدَى الاله الْوَاحِد الْفَرد)
(فهى ثَلَاث أرتجى فى غَد ... أرقى بهَا فى جنَّة الْخلد)
قَالَ النَّجْم مولده كَمَا سمعته من لَفظه ثمَّ قرأته من خطه فى أحد الربيعين سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَتِسْعمِائَة وَتوفى يَوْم الاربعاء ثَالِث شعْبَان سنة بعد الالف وَكَانَت جنَازَته حافلة وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير قَالَ وَكَانَ سَبَب مَوته مرض عقب غيظ حصل لَهُ فى مجْلِس عقده عَلَيْهِ شيخ الاسلام يحيى بن زَكَرِيَّا حِين كَانَ قَاضِيا بالشأم بِسَبَب حمية لابى زَوجته السَّيِّد أَبى بكر الحصرى بِسَبَب دَعْوَى سبقت مِنْهُ فى زمن الْمولى كَمَال الدّين حُسَيْن كَانَ قاضى الشأم على زين الدّين بن المريد أَنه سبه وَسَب أجداده وَكَانَت مفتراة على ابْن المريد أَن يذب عَن عرضه وَيدْفَع