(وربنا منزه عَن ظلم ... اذ فعله عَن حِكْمَة وَعلم)

(وَمَا جرى فى الْكَوْن بالتقدير ... مَعَ القضا فى سَائِر الامور)

(وَالله سمى الْبَعْض ظلما حَقًا ... فَلَيْسَ من يُنكره محقا)

(وَكم حوى الْقُرْآن ذمّ الظَّالِمين ... وكل من خَالف نهج الْمُؤمنِينَ)

(وَيجب الايمان بِالْقضَاءِ ... وَلم يكن سرا بِلَا امتراء)

(وَامْتنع الرضاء بالمقضى ... اذ كَانَ شَيْئا لَيْسَ بالمرضى)

(كَقَوْل أهل الْعلم وَهُوَ الصدْق ... ان الرِّضَا بالْكفْر كفر حق)

(فَلَا تجوز الرِّضَا بالظلم ... أنكر وَلَو بِالْقَلْبِ يَا ذَا الْفَهم)

(هَذَا جَوَاب حسن مُحَقّق ... وَالله مَوْلَانَا هُوَ الْمُوفق)

وَمن نظمه مَا يتَعَلَّق بِأَكْل المكيفات من البرش مضمنا

(بالكيف تظهر اخلاق الرِّجَال لنا ... لَا بالصنائع والهيئات والحرف)

(والكيف كَيْفيَّة للنَّفس تخبرنا ... عَن خلق صَاحبهَا اخبار معترف)

(فانه الرّيح ان مرت على عطر ... طابت وتخبث ان مرت على الْجِيَف)

وَفِيه تضمين مَعَ نقل وَأَصله

(لَا تشرب الراح الا مَعَ أخى ثِقَة ... واختر لنَفسك حرا طيب السّلف)

(فالراح كَالرِّيحِ ان مرت على عطر ... طابت وتخبث ان مرت على الْجِيَف)

قَالَ وَمِمَّا قرأته لَهُ بِخَطِّهِ فى طلب سفينة شعر من بعض اخوانه

(يَا سيدا فى المعالى ... لَهُ أياد مبينه)

(انى بك الْبر فَابْعَثْ ... يَا بَحر نحوى سَفِينِهِ)

(لَا زلت تهدى دواما ... لى اللآلى الثمينة)

ورحل آخر أمره الى مَكَّة وجاور بهَا وَكَانَ سَبَب رحلته ان رجلا من أجناد دمشق أَخذ لَهُ صرا بِمَكَّة المشرفة فى كل سنة مَا يقرب من ثملثمائة دِينَار هبه فَرَحل اليها وتديرها وقرأت بِخَط البورينى قَالَ لما عزم على الرحيل الى ذَلِك الجناب وصمم على ترك الاقامة بِاخْتِيَار الذّهاب ذهبت اليه مودعا وأنشدته متوجعا مرتجلا فى نظمه مظهر الهيب الْفِرَاق بعد كتمه مضمنا الْبَيْت الاخير لابى الْحسن التهامى مودعا لَهُ فى غُضُون كلامى فَقلت

(فَازَ ابْن فواز فَفَارَقَ جلقا ... وَغدا بِمَكَّة جَار أكْرم جَار)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015