وَالله كَأَن الْقِيَامَة قد قَامَت وحقت كَرِيمَة يَوْم يفر الْمَرْء والانفس قد حامت وَحَال بينى وَبَين الْخلْوَة طَرِيق طالما صلحت للزبا وسبيل وبيل صرت أقطعه وثبا فَكل من لاقيته لَا يُجيب وَمن كَانَ من ورائى فكانما هُوَ طريد أَو سليب وَبعد الدّفن كثر القال والقيل ونودى كَمَا بَلغَكُمْ وصليل السيوف منعنَا المقيل وزف المنادى عصبَة مَشْهُورَة القواضب مسنونة الشواذب والاسواق من السكان خاليه فكانما هى خود أضحت عاطلة بعد أَن كَانَت حاليه ودور مَكَّة كَأَنَّهَا وَبِاللَّهِ أقسم دور البرامكه وَكَأَنَّهَا لم يتغزل فِيهَا بُرْهَة كدار عاتكه وَلَقَد تذكرت فِيهَا قينة الامين وَقَوْلها كَانَ لم يكن بَين الْحجُون الى الصَّفَا أنيس غير الانين هَذَا وَقد أطلت عَلَيْك مَا ينبغى أَن يقْتَصر فِيهِ مَعَ علو مَكَان ومشيد مَكَانك فى البلاغة وأركانك وَالله تَعَالَى يلهمك صبرا جميلا على هَذَا الْمُصَاب ويوليك أجرا جزيلا على فقد ذَلِك المليك المهاب وَلَا يسمعنا واياك بعْدهَا صَوت عزاء وَلَا أحدا من الاعزاء وَلَا يحملنا مَالا طَاقَة لنا بِهِ من مثل هَذِه الارزاء فو الرَّحْمَن لَهو الرزء الذى كل رزء بِالنِّسْبَةِ اليه أقل الاجزاء وَالسَّلَام وَمن شعره قَوْله فى صدر كتاب

(هَذَا كتابك أم در بمتسق ... أم الدرارى الَّتِى لاحت على الافق)

(وَذَا كلامك أم سحر بِهِ سلبت ... نهى الْعُقُول فتتلو سُورَة الفلق)

(وَذَا بيانك أم صهباء شعشها ... أغن ذُو مقلة مكحولة الحدق)

(بتاج كل مليك مِنْهُ لامعة ... وجيد كل مجيد مِنْهُ فى أفق)

(روض من الزهر والانوار زاهية ... كأنجم الافق فى اللألاء والنمق)

(وذى حمائم أَلْفَاظ سجعن ضحى ... على الخمائل غب الْعَارِض الغدق)

(رِسَالَة كفراديس الْجنان بهَا ... من كل مؤتلق يلهى ومنتشق)

(كَأَنَّمَا الالفات المائدات بهَا ... غصون بَان على أيك من الْوَرق)

(تعلو منا برهَا الهمزات صادحة ... كالورق ناحت على الافنان من حرق)

(ميماتها كثغور يبتسمن بِمَا ... يزرى على الدراديز هى على الْعُنُق)

(فطرسها كبياض الصُّبْح من يقق ... ونقشها كسواد اللَّيْل فى غسق)

(يَا ذَا الرسَالَة قد أرْسلت معْجزَة ... ردَّتْ بلاغتها الدَّعْوَى من الْفرق)

(وَيَا مليك ذوى الالباب قاطبة ... وَيَا اماما هدَانَا أوضح الطّرق)

(من ذَا يُعَارض مَا قد صاغ فكرك من ... حلى الْبَيَان وَمن يقفوك فى السَّبق)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015