قرب بَاب الْجَابِيَة لاجلها وَعين للمدرس سِتِّينَ قرشا وللمعيد ثَلَاثِينَ ولقارئ الْعشْر عشرَة قروش ودرس المحاسنى وَكَانَ فصيح الْعبارَة وانتفع بِهِ خلق من عُلَمَاء دمشق مِنْهُم شَيخنَا الْعلَا مُحَمَّد بن على الحصكفى مفتى الشَّام وَشَيخنَا الْمُحَقق ابراهيم بن مَنْصُور الفتال وَغَيرهمَا وَله تحريرات تدل على علمه وَله شعر حسن مطبوع فَمِنْهُ قَوْله من قصيدة
(يَا سَقَاهَا مرابعا للتلاقى ... كل سَار من الحيا غيداق)
(حَيْثُ تبدو قَالَه تخجل الْغُصْن ... وَوجه يزِيد فى الاشراق)
(ورعى الله عهدنا بالمصلى ... حَيْثُ ذَات اللمى على الْمِيثَاق)
(حَيْثُ أَشْكُو لَهَا الغرام ووجدا ... قد أسَال الدُّمُوع من أماقى)
(يَا حداة المطى رفقا بقلبى ... ان طعم الْفِرَاق مر المذاق)
(جبلت طينتى على محنة الْحبّ فحسبى من الْهوى مَا ألاقى ... )
(كل يَوْم قطيعة وبعاد ... واكتئاب وفيض دمع مآقى)
(شَاب فودى يَتْلُو مشيب فؤادى ... فأمانا من هول يَوْم الْفِرَاق)
(لست شعرى مَتى تعيد الليالى ... مَا أتاحت من صفو عَيْش التلاقى)
(مَا أَظن الايام تحكم الا ... بامتناع الارفاق للارفاق)
وَمن // جيد شعره // قَوْله
(وتنفسى الصعداء لَيْسَ شكاية ... مِمَّا قضته سوابق الاقدار)
(لَكِن بقلبى جملَة تفصيلها ... صَعب لَدَى الْعُقَلَاء والاحرار)
(فَجعلت مَوضِع كل ذَلِك أَنه ... ضمنت مرادى من عَطاء البارى)
وَكتب الى بعض أَصْحَابه بِدِمَشْق وَهُوَ بِمصْر
(لَو كنت بمرأى من خليط نزحا ... مَا كَانَ دخيل الوحد منى وضحا)
(لَكِن بعدوا فَصَارَ سرى عليا ... من بعدهمْ وَصَارَ كأسى قدحا)
وَمن ملحه هَذَا الموشح نظمه على أسلوب موشح لبِنْت العرندس الشيعى ومطلع موشحه
(أهواه مهفهفا من الْولدَان ... ساجى الحدق)
(قد فر من الْجنان من رضوَان ... تَحت الغسق)
(من ريقته سكرت لَا من راحى ... كم جدد لى رحيقها أفراحى)
(كم أسكرنى بخمرها يَا صَاح ... كم أرقنى بطرفه الْوَسْنَان)