(ركبت من لغزك الجارى على خطر ... وغصت من حلّه فى لجة الْفِكر)
(وَمر بى نصفه لما عبرت على ... روض هُنَاكَ مريع رائق نضر)
(صقلت فكرتى الدُّنْيَا بمرمره ... حَتَّى رَأَتْ كبكب العالى على النّظر)
(وغرد الصب من وجد بِهِ طَربا ... كبلبل صَاح بالالحان فى السحر)
(أشجى بنغمته أهل الغرام فكم ... من سابح فى الْهوى يجرى على غرر)
(قد شدّ بكر هَوَاهُ والها غزلا ... ونال غَايَة مَا يَرْجُو من الوطر)
(وَحَازَ من ساكنى وادى النقا كرما ... وَعَاد فى مركب الاقبال بالظفر)
وَمن مناقبه أَن بعض الاخيار رأى النبى
فى الْمَنَام كسا عبد الْملك هَذَا قَمِيصًا بعد أَن عرض عَلَيْهِ كراسا من تصنيفه وَكَانَت وَفَاته لعشر بَقينَ من شهر ربيع الاول سنة سِتّ بعد الالف وعمره ارْبَعْ وَخَمْسُونَ سنة وَدفن بمقبرة بندر المخا وَبَنُو دعسين قَبيلَة مَشْهُورَة بِالْيمن اشْتهر مِنْهُم جمَاعَة بِالْولَايَةِ وَالْعلم حَتَّى ان صَاحب التَّرْجَمَة أفردهم بتأليف سَمَّاهُ قُرَّة الْعين بِمَعْرِِفَة بنى دعسين
عبد الْمُنعم الماطى المصرى الشَّاعِر الماهر ذكره الخفاجى وَقَالَ فى حَقه أديب أسكرنا بِلَفْظِهِ العذب الانسجام وجلا علينا من مدام فكره فى نَادَى الانس جَام وَقد كَانَ فى شرخ الشَّبَاب وطليعة اقباله العجاب
(زمانى كالورد طيبا وبهجة ... فيا لَيْت ذَاك الْورْد كَانَ نصيبى)
وَنشر أفكاره دارى وَمن بَحر كرمه لنارى وان توقد ذكائه لنارى وَله اخلاق ذَات حواش رقاق فَمن شعره الذى أنْشدهُ لى قَوْله
(اذا رام مَحْفُوظ يرينى للشرا ... من الدّفن قطرالانظير لحسنه)
(فقولا لَهُ انى وَحقّ حَيَاته ... مرادى أرى تَعْلِيقه قبل دَفنه)
وَقَوله
(وَعَن كَبْش الذَّبِيح سَأَلت يَوْمًا ... خَبِيرا بالعلوم أَتَى اليا)
(أيحيا الْكَبْش يَوْم الْبَعْث أَيْضا ... فأخبرنى بِأَن الْكَبْش يحيى)
انْتهى وَكَانَت وَفَاته بِمصْر سنة خمس بعد الالف
عبد النافع بن عمر الحموى نزيل طرابلس الشأم الحنفى الْفَاضِل الاديب الْمَشْهُور كَانَ فى غَايَة من الذكاء والفطنة والتضلع من أَنْوَاع الْفُنُون وَكَانَ فى أول أمره سَاقِط الرُّتْبَة فخدم القاضى مُحَمَّد بن الاعوج باقراء أَوْلَاده الْقُرْآن فَجعله كَاتبا بمحكمة حماة ثمَّ انه ترقى الى أَن أفتى وَانْفَرَدَ بالفتوى من حمص الى معرة النُّعْمَان وَألف وَمن