(غرام قد تحمله فؤادى ... يضيق لَهُ لَو ان الْكَوْن صدر)

(غزال من هَوَاهُ حشاى جمر ... وَكفى من نوال لقاه صفر)

(لنا من ثغره المعسول شهد ... وَمن ألحاظه رَاح وخمر)

(وَلَيْسَ لمغرم يهواه الا ... صدود دَائِم وجفا وهجر)

(اذا ذكر اسْمه أهتز وجدا ... ويعر وَالْقلب من ذكرَاهُ ذعر)

(كَمَا يَهْتَز من ذعر ظلوم ... مَتى يُتْلَى لعبد الله ذكر)

(امام عَادل حكم همام ... لَهُ فى ذرْوَة الْعليا مقرّ)

(يضاهى وَجهه للجود بشر ... وفى كفيه للاحسان بَحر)

(وصارم عدله الْمَشْهُور أضحى ... لَهُ بَين الانام سَطَا وَنصر)

(لقد حَاز المعالى حَيْثُ لاحت ... نُجُوم من سنا علياه زهر)

(فبشرى أهل مصر لقد أَتَاهَا ... بِفضل الله بعد الْعسر يسر)

(ووافى نيلها اذ قد تسامت ... بِعَبْد الله بعد الْكسر جبر)

(ونيلك ان وفى فى الْعَام يَوْمًا ... فعبد الله بَحر مُسْتَمر)

(لَهُ فى المكرمات بحار جود ... فَلَا يلفى لبحر نداه بر)

(فمذ حلت ركائبه بِمصْر ... وَزَالَ بعدله ظلم وقهر)

(تَبَسم ثغرها جذلا وبشرا ... وَبَان لسعدها وَجه أغر)

(ونادى هَاتِف بالبشر أرخ ... لقد زهيت بِعَبْد الله مصر)

قَالَ مَدين القوصونى دخل الى مصر مُتَوَلِّيًا قضاءها فى يَوْم الْخَمِيس الْعشْرين من ذى الْحجَّة سنة احدى وَأَرْبَعين وَألف وَكَانَ فَاضلا متواضعا متعففا أديبا وَمن نظمه وَمن خطه نقلت

(دُرَر أَضَاءَت فى لجين صَحَائِف ... كَالْكَوْكَبِ الدرى فى أضوائه)

(فكانها منشورة بطروسها ... نجم تضئ سماؤه بسنائه)

(وكأنما هى فى يدى غواصها ... نور الْيَد البيضا وَحسن ثنائه)

(لله غواص أَتَى بفرائد ... يسْتَوْجب الا علا على نظرائه)

وَمن نظمه أَيْضا قَوْله

(لبحرندا كم قد وَردت على ظما ... وَمن ورد الْبَحْر اسْتَقل السواقيا)

(عَسى قَطْرَة من بَحر فيض نوالكم ... أكون بهَا رَيَّان مذ كنت صاديا)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015