وَأنْشد لَهُ غير قَوْله
(أرى فى مصر أَقْوَامًا لِئَامًا ... وهم مَا بَين ذى جهل ونذل)
(شجاعتهم بألسنة حداد ... وعيشهم بجبن وَهُوَ مقلى)
وَقَوله فى قاضى مصر وَكَانَ اسْمه مُوسَى
(لقد كَانَ فى مصر الامينة حَاكم ... تسمى بفرعون وَكَانَ لنا مُوسَى)
(وفى عصرنا هَذَا لقلَّة قسمنا ... لنا ألف فِرْعَوْن وَلَيْسَ لنا مُوسَى)
قلت والقاضى الْمَذْكُور هُوَ الذى يَقُول فِيهِ الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن العمادى مفتى الشَّام مؤرخا
(أهل مصر بشرا كم بسعود ... لَا تذوقون بعده قطّ بوسا)
(سنة الْخَيْر والهنا أرخوها ... مِنْهَا فِرْعَوْن أقبل مُوسَى)
وَركب بعض شُهُود المحاكم بِمصْر ثورا تشهيرا فَكتب الدنوشرى اليه
(ان ركبوك الثور فى مصراذ ... جرست بالظلم وبالجور)
(فاصبر وَلَا تحزن لما قد جرى ... فَالنَّاس وَالدُّنْيَا على ثَوْر)
وَكتب لتلميذه مُحَمَّد بن أَبى اللطف الشامى وَقد ترك حُضُور درسه
(يَا سيدى يَا ابْن أَبى اللطف ... يَا صَاحب الاحسان والعطف)
(وعدتنا وَعدا وأخلفته ... وَمَا درينا سَبَب الْخلف)
(الْوَعْد بدر نوره بالوفا ... وَالْخلف فى الميعاد كالكسف)
(هَل كَانَ عرقوب عديم الوفا ... أَوْصَاك بالتسويف فى الْعرف)
وَمر يَوْمًا على صَاحبه درويش الْمحلى وفى يَده دِينَار فَسقط من يَده فَقَالَ بديها
(يَا فائقا بالجود بَين الورى ... ومشبها للمزن فى وكفه)
(مذ سقط الدِّينَار من كفكم ... وَعَاد مثل الْبَرْق فِي خطفه)
(كذبت من قد قَالَ فى حقكم ... لَا يسْقط الْخَرْدَل من كَفه)
وَله غير ذَلِك وَكَانَت وَفَاته بِمصْر يَوْم الاحد غرَّة شهر ربيع الآخر سنة خمس وَعشْرين وَألف
عبد الله ابْن الْفَقِيه عبد الرَّحْمَن بن سراج باجمال الحضرمى الغرفى ذكره الشلى وَقَالَ فى تَرْجَمته ذكره تِلْمِيذه الشَّيْخ أَحْمد بن مُحَمَّد باجمال مُؤذن الشهير بالاصبحى فى كِتَابه مطالع الانوار فى بروج الْجمال بِبَيَان الشَّجَرَة والمناقب لآل باجمال فَقَالَ أحد الْفُقَهَاء الْمُحَقِّقين وَالْعُلَمَاء العاملين أَخذ الْفِقْه عَن وَالِده بِبَلَدِهِ