وداود وسليمان وأشعيا وعدة من كتبة الأسفار الإلهية والشعر بقسميه الفصيح والعامي المعروف عند العامة بالمعنّى يعمل على ثلاثة أبحر الرجز والوافر والسريع، أما أغانيهم التي يسمونها بالقراديات وهواسم خشن سميت مؤخراً بالعديّات وبالقويلات كما يقولون لمن يعانيها القوّال فبعضها لا ينطبق على وزن من أوزان الشعر المعروف، ووزن بعضها المتدارك مع تغييرات أيضاً. وجاءت أغانيهم المعروف بالموالات البغدادية والمصرية والزلاغيط على بحر البسيط اه.
ولا يزال إلى اليوم لكل قبيلة في الشام شاعرها ينشدهم من حفظه أو نظمه من شعر شعراء البادية على نغمات الرباب قصائد يسليهم بها، ولشعر البادية عندهم أوزان خاصة، وإذا قيس على علات لفظه على أبحر الشعر يرى بعضه موزوناً وفي بعضه عيوب بسيطة، ومن أشعر شعراء البادية نمر بن عدوان في عبر الأردن كانت له امرأة اسمها وضحاء تتيم بها كما تتيم قيس بليلاه فرثاها بعد موتها بعشرات من القصائد ومنها ما فيه معانٍ جميلة قاله أديب وهبة.
وإذا انتشرت المدارس في المدن والقرى على حد سوى، وجعل التعليم في كل درجاته باللغة الفصحى يتأصل الغرام في الناس أكثر مما نراه بالفصاحة والشعر فلا تلبث الشام أن تحسدها جاراتها كما كانت في القديم على اختصاصها بذلك،
وكما تحسد هي مصر اليوم على تفنن شعرائها وخطبائها وسريان الفصاحة إلى ألسن من ليسوا من الأدب العربي في العير ولا في النفير.
ربما ينفر بعضهم من سماع هذا اللفظ ونحن لم نتعرض له هنا إلا مجاراة للفرنج في إدماجهم له في الفنون الجميلة. عدّ طاشكبري الرقص من أنواع العلوم فقال: إنه علم باحث عن كيفية صدور الحركات الموزونة عن الشخص بحيث يوجب الطرب والسرور لمن يشاهده، وهذا من العلوم التي يرغب فيها أصحاب الترفه والأغنياء والأمراء ومن يجري مجرى هؤلاء من أصحاب الملاهي اه. وذكروا أن الرقص قديم كقِدم العالم وأن أقدم شعوب الأرض كان لها رقص على أوزان معلومة. فالرقص مرتبط بالموسيقى والإيقاع، وكثيراً ما كانوا يتبعون الرقص بالتصدية والضرب بالأيدي، ثم عرفوا الشبابة حتى جاءت المزاهر