بدأت طلائع الانحطاط في القرن التاسع، فلم ينبغ في الشام رجل أحدث عملاً علمياً عظيماً، أو دل على نبوغ في فرع من فروع العلم، وكثر في الجماعون والمختصرون والشارحون من المؤلفين، والسبب أن حكومة المماليك البرجية والبحرية كانت تشتد في إرهاق المتفلسفة والمتفقهة على غير الأصول المتعارفة التي لم يشتهر منها سوى أربعة أئمة: الحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي. فكان المخلف قليلاً يعزر على مذهب المالكية، والقتل أيسر مراتب التعزير عندهم، ثم زادت الحال اشتداداً في أوائل القرن بانسيال جيوش تيمورلنك على القطر، وقتله لبعض العلماء، وحمله إلى سمر قند كل ممتاز بعلم أو صناعة. ومع هذا نشأ في هذا القرن أفراد قلائل في العلم ذكر التاريخ تراجمهم، ومنهم أبو بكر بن أحمد ابن قاضي شهبة صاحب الطبقات وغيره 851 وأحمد بن علاء الدين حجي الحسباني الدمشقي الحافظ المؤرخ له كتاب سماه الدارس في أخبار المدارس ولعله الأصل لكتاب النعيمي في المارس وله ذيل على تاريخ ابن كثير وغيره 815 وأحمد بن محمد بن عربشاه له عدة مصنفات في الأدب والتاريخ شاعر كاتب مجيد في اللغات العربية والفارسية والتركية ومن تآليفه عجائب المقدور في أخبار تيمور وهو مطبوع 854 وصالح بن يحيى صاحب تاريخ بيروت وأمراء الغرب المطبوع كان في أواسط القرن التاسع ونقل عن أحمد بن شباط الغربي الأديب والمؤرخ أيضاً. ومن الفقهاء إبراهيم بن محمد العجلوني الفقيه كان في الشميين نظير البيجوري في المصريين 825 وإبراهيم بن إبراهيم النووي متميز في الفرائض والحساب ومتعلقاتهما له تآليف 850 وإبراهيم بن علي الحسني البقاعي له مصنفات في الفقه والنحو والمنطق والحكمة وأدب البحث وغيرها. وإبراهيم بن محمد بن مفلح فقيه 803 وعبد الله بن مفلح رئيس الحنابلة 834 وتقي الدين الحصني عالم له مصنفات في الفقه وغيره 829 وأبو بكر محمد بن مزهر
الدمشقي الفقيه انتهت إليه رياسة عصره 832 وعلاء الدين البهائي الغزولي عالم دمشق 885 له كتاب مطالع البدور في منازل