درب بغراس بيلان فلقي جمعاً للروم ومعهم مستعربة من غسان وتنوخ يريدون اللحاق بهرقل فأوقع بهم وقتل منهم مقتلة عظيمة. وبلغ أبا عبيدة أن جمعاً للروم بين معرة مصرين وحلب فلقيهم وقتل عدة بطارقة وفض ذلك الجيش، وفتح معرة مصرين على مثل صلح حلب، وجالت خيوله فبلغت بوقا وفتحت قرى الجومة وسرمين ومرتحوان وتيزين وعزاز وصالحوا أهل دير طبايا ودير الفسيلة؟ على أن يضيفوا من مرّ بهم من المسلمين، وأتاه نصارى خناصرة في سيف البادية فصالحهم، وفتح أبو عبيدة جميع أرض قنسرين وإنطاكية واللاذقية. وورد عبادة بن الصامت السواحل ففتح مدينة تعرف ببلدة على فرسخين من جبلة وانطرطوس ومرقبة وبانياس، ثم صالح أبو عبيدة أهل قورس وبث خيله فغلب على جميع أرض قورس إلى آخر حد نقابلس، وفتح منبج ودلوك ورعبان وعراجين وبالس وقاصرين، وبلغ أبو عبيدة الفرات واشترط على أهل رعبان ودلوك أن يبحثوا عن أخبار الروم ويكاتبوا بها المسلمين.
وفي سنة خمس عشرة كانت الوقعة بمرج الروم، وكان من ذلك أن أبا عبيدة خرج بخالد بن الوليد من فحل إلى حمص، وانصرف بمن أضيف إليهم من اليرموك فنزلوا جميعا على ذي الكلاع، وقد بلغ الخبر هرقل فبعث تيودرا البطريق حتى نزل بمرج دمشق وغربها، فنزل أبو عبيدة بمرج الروم فنازله يوم نزل عليه شنس الرومي في مثل خيل تيودرا إمدادا ليتودرا وردءا لأهل حمص فنزل في عسكر على حدة، فلما كان من الليل أصبحت الأرض من تيودرا بلاقع، وكان خالد بإزائه وأبو عبيدة بإزاء شنس، وأتى خالدا الخبر أن تيودرا قد رحل إلى دمشق فأجمع رأيه ورأي أبي عبيدة أن يتبعه خالد وهم يقتتلون، فأخذهم من
خلفهم فقتلوا من بين أيديهم ومن خلفهم، فأناموهم ولم يفلت منهم إلا الشريد، فأصاب المسلمون ما شاءوا من ظهر وأداة وثياب. وناهد أبو عبيدة بعد خروج