هربرت صموئيل المندوب السامي لفلسطين وبين بنيحاس روتنبرغ المهندس الروسي على أن يجمع روتنبرغ خلال سنتين مليون جنيه لشركة تؤسس في فلسطين وأن يجمع ما لا يقل عن مائتي ألف جنيه نقداً، فإذا قام بهذه الشروط فالمندوب السامي يمنحه امتيازاً مدة سبعين سنة للاستفادة من مياه الأنهار الآتية:
امياه نهر الأردن وحوضه ونهر اليرموك وجميع فروعه وروافد نهر الأردن التي تقع في الأرض التي يسيطر عليها المندوب السامي لفلسطين.
ب مياه نهر الأردن وحوضه ونهر اليرموك وجميع فروعه وروافد نهر الأردن الخارجة عن الأرض الخاضعة للمندوب السامي والواقعة في منطقة الانتداب الفرنسي.
وذلك لتوليد القوى الكهربائية وغيرها. ثم رخص له أن يبني على جسر المجامع محطة كهربائية بعد سنة وأن يستعمل بحيرة طبرية خزاناً للمياه التي يريد الانتفاع بها وأن يبني سداً عليها لرفع المياه إلى درجة معلومة، وتنقل هذه المياه في قنيّ تشاد لهذه الغاية وسمح له أيضاً بأن يبني غير تلك المحطات متى رآها ضرورية لتوليد القوى الكهربائية. وأن يغير مجرى نهر اليرموك وروافده وبثوقه إلى بحيرة طبرية وأن يستملك من الأرض والأبنية ما يراه ضرورياً لهذا المشروع. ومنح أيضاً استثمار نهر العوجا بالقرب من يافا. وتعهدت الشركة بأن تبدأ بالعمل بعد اثني عشر شهراً وأن تنجز المشروع في خمس سنوات. ولكن عدّل هذا الشرط الأخير ورخص للشركة بتمديد هذه المدة وتعهدت إذا هي تأخرت عن إنجاز هذا العمل في الخمس سنوات أو في المدة التي يعينها المندوب السامي ولم تقم بالعمل تدفع عن كل شهر ألفي جنيه للحكومة فلسطين ويحق للمندوب السامي إلغاء هذا
الاتفاق.
إصلاح شيء أصابه البلى أسهل من خلق شيء من العدم، والصهيونية مهما تقدمت فهي فكرة خيالية لا حقيقة لها أوجدها هوى بعض اليهود لاستيطان بلاد اجتازوا بها وسكنوها ردحاً من الزمن ثم جلوا عنها كما وقع للعرب في الأندلس والفرق بين الحادثتين كبير لأن العرب غرسوا مدنية فأزهرت وأينع ثمرها،