خطط الشام (صفحة 772)

اللاذقية وحاكمها فرنسي وإدارتها أشبه بانتداب الدرجة الثانية مما رمز له بحرف ب وكان تقسيم القطر على هذا المنوال مبدأ خرابها الاقتصادي فاضطر إلى تأليف عدة وزارات ومجالس وإدارات ومنها من لا عمل له في الواقع ونفس الأمر إلا قبض الرواتب من مال المكلفين، وشوهد الإسراف في أموال الحكومة وقد حاولت الحكومات غير مرة أن تقتصد وما برحت الأموال تصرف في الأمور المستهلكة أكثر من الأمور المستحصلة، ولا نسبة بين رواتب كبار الموظفين وغيرهم.

وفي تشرين الأول 1920 انتخب في فلسطين مجلس شورى مؤلف من عشرين عضواً نصفهم من الموظفين والنصف الآخر نصبتهم الحكومة، وهم أربعة من المسلمين وثلاثة من المسيحيين وثلاثة من الإسرائيليين، ووظيفة هذا المجلس استشارية فقط. فقامت فلسطين مسلموها ونصاراها محتجين على هذا المجلس. وفي تشرين الثاني 1920 قدم إلى عمان الأمير عبد الله بن الحسين لاسترجاع دمشق من فرنسا وإرجاعها إلى السلطة الشريفية فأرضته بريطانيا بأن جعلته أميراً على عبر الأردن على أن لا يمس أراضي الانتداب الفرنسي، وقد حدثت بعض حوادث على التخوم بين حوران والبلقاء، وتألفت هناك عصابات لغزو الأراضي التي جعلت تحت الانتداب الفرنسي وبعد أن قصدت إحدى العصابات اغتيال الجنرال غورو المفوض السامي في 23 حزيران 1921 على 40 كيلو متراً من دمشق في طريق القنيطرة، ولم ينالوه بأذى وقتل أحد ضباطه، طوي بساط العصابات والمؤامرات، وكان أمر هذه العصابات مما دبر في الشرق العربي.

وفي الخامس والعشرين من حزيران 1921 أعلن استقلال جبل الدروز وكان من قبل بين عاملين العامل البريطاني والعامل الفرنسي، فلما جاء الجيش الفرنسي إلى دمشق كان من أهل الجبل من يرحبون بالفرنسيين فنالوا استقلالهم 5 نيسان 1921 واصبح جبلهم وهو نحو مائة وخمس عشرة قرية دولة برأسها جعلت السويداء عاصمتها، ونصب على الجبل أمير من أهله ومستشار إفرنسي، فانتزع أيضاً من حكومة دمشق التي جعلت دولة لها حاكم، وذلك بعد أربعة اشهر من استلام الفرنسيين زمام الأمر، وجعل لهذه الدولة مديرون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015