العثمانية أن المتعاقدين على اتفاق بأن الشام والعراق وفلسطين، عملاً بالفقرة الرابعة من المادة الثانية والعشرين من الجزء الأول عهد جمعية الأمم، معترف بها موقتاً دول مستقلة على شرط أن تبذل لها النصائح والمعونة من دول منتدبة عليها تقودها في إدارتها إلى الزمن الذي يستطعن أن يسرن فيه بأنفسهن وأن المنتدب على فلسطين يكون مسؤولاً عن تنفيذ التصريح الذي صرحت به حكومة بريطانيا يوم 2 تشرين الثاني 1917 ووافقت عليه الدول المحالفة بشأن تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، على أن لا تمس فيها لحقوق المدنية والدينية للطوائف غير اليهودية، ولا تمس الحقوق والأنظمة السياسية التي يستفيد منها اليهود في كل بلد. وكان الحلفاء تفاوضوا مرات بشأن الشام فرأوا أن تكون فلسطين دولية، ولكن الأتراك لما هاجموا ترعة السويس زاد الإنكليز معرفة بمكان هذا القطر الحربية فرأوا أن يجعلوها منحدراً لمصر بالفصل بين عرب هذه وعرب الشام فأخذوا يطالبون بحيفا وعكا ثم بفلسطين كلها وتعهدوا لليهود أن يجعلوها لهم وطناً قومياً، وتعهد الحلفاء تعهدات مبهمة بشأن الشام حتى يعاونهم برجاله ونفوذه.
غادر الملك فيصل دمشق في زمرة من عماله وأكثرهم من السوريين، وخرج من الجنوب غداة جاء الجيش الفرنسي من الغرب، فطفقت الحكومة المحتلة تجمع السلاح من البادية والحاضرة، ووضعت على المدن الأربع غرامة حربية قدرها مائتا ألف ليرة عثمانية ذهباً، ولكن أهل حوران لم يخضعوا للأمر ومردوا على
الحكومة وبث فيهم بعض أعوان الملك فيصل فكر الثورة، فرأى رئيس الوزارة علاء الدين الدروبي أن يذهب بنفسه لإلقاء النصائح عليهم مستصحباً معه وزيرين من وزارته أحدهما عبد الرحمن اليوسف رئيس مجلس الشورى أكبر أعيان دمشق، فهاجمهم بعض الحوارنة في محطة خربة الغزالة وأنزلوهم من القطار وقتل الدروبي واليوسف، وقتل بعض ركاب القطار، مع أن رئيس الوزارة كان عارفاً بأفكار الحوارنة من جهة حكومة دمشق، ووصمهم لها بالخيانة لأنها سلمت سورية للأجانب. وانجلت وقعة