في قدرته محاربة انتيغونس عاد إلى مصر وهدم قلاع عكا ويافا والسامرة.
كانت الدولة السلوقية اليونانية دولة حرب ونزاع، فغدت الشام في حالة بؤس ونحس، رومية تطالبها ببسط سلطانها عليها، ومصر تحاربها لتضمها إليها، وأهل فارس يجتاحونها، حتى قررت لهم السيادة الاسمية عليها، فمنيت الشام بضعف الحال وقلة الرجال، وضاق ذرع الشاميين بالحروب المتصلة بين ملوكهم من اليونان وعسفهم وإعناتهم وانقساماتهم وقتلهم أولادهم وأبناءهم واخوتهم، فعزموا أن يختاروا ملكا عليهم من الأجانب فكتبوا إلى تغران ملك أرمينية وأرسلوا إليه وفدا يفضون إليه بما عزموا عليه ويكاشفونه في قبوله، فأجابهم إلى طلبتهم وأتى الشام سنة 83 ق. م ولبس تاج ملكها واستمر ملكه فيها ثماني عشرة سنة إلى أن جاءها الرومان سنة 65 ق. م واستخلصوها منه.
-
كان بومبيوس أول قائد روماني استولى على الشام وجعله ولاية رومانية وجعل إنطاكية عاصمتها. ولم تنجح الشام لقربها من البارثيين على نحو ما كان من سائر أقطار المملكة الرومانية. ثم انفصلت مدة عن رومية أعطاها أنطونيوس إلى أحد أولاد الملكة كلوبطرا، وعادت فضمت إلى مملكة الرومان على عهد الإمبراطور أغسطس، وتنقلت بها الأحوال الإدارية على عهد الإمبراطورين فيسباسين وأدريانوس. ولم تكد تطمئن من ناحية البارثيين بفضل الوقائع التي كتب فيها النصر للقائدين تراجان وسبتيم سيفير وانتظمت حالها وانبسط ظل عمرانها وقام منها إمبراطورة شاميون قبضوا على قياد المملكة الرومانية من عهد الإمبراطور سبتيم سيفير إلى إسكندر سيفير حتى كان من عهد تأسيس مملكة الفرس الثانية على انقاض مملكة البارثيين ما جلب المصائب والنوائب لو لم يقم أمثال القواد أدريانوس وديوكلسيانوس ويوستنيانوس ويردوا تلك الغارات.
ذكر مومسن أن البدو واليهود والنبطيين كانوا على عهد بومبيوس الروماني أصحاب السلطان في الشام، فإن الصحاري الرملية الجافة التي