والزين، ومع هذا يسجل له الفضل ورجاحة العقل في حسن اختياره صدوراً عظاماً شرفوا بأعمالهم عهده فلم يكن كبعض أجداده لا يعمل ولا يترك أحداً يعمل.
وفي هذه السنة وقع بين القبوقول والانكشارية الحرب والقتال وأغلقت دمشق أربعة أيام وقتل من الفريقين شرذمة. وقعت بين رجال والي طرابلس عثمان باشا والانكشارية فتنة وضد الانكشارية قتل بها من الفريقين ناس، ثم تصالح الجندان على أن يلزم الانكشارية حماية الوالي ويعزل قائم مقامه وبعض الضباط ويخرج عسكره من المدينة. وفي سنة 1144 استأجر الأمير ملحم الشهابي بلاد بشارة وقبض على الشيخ نصار بن علي الصغير وباغت إخوته فهربوا ونهبت الدروز ذاك الإقليم وعاد أولاد الشيخ نصار واستأجروا المقاطعات من الأمير ملحم.
قال الشهابي في حوادث سنة 1147 انتقل أسعد باشا العظم من صيدا إلى إيالة دمشق وكان والياً عليهما منذ سنة 1143 وتولى إيالة صيدا أخوه سعد الدين باشا والي طرابلس وتولى طرابلس سليمان باشا العظم وقويت شوكة بني العظم في بلاد العرب وعظمت دولتهم اه. عظمت دولتهم لأنهم أخلصوا في الغالب للدولة
كل الإخلاص حتى أمنتهم ووسدت إليهم الأحكام في الشام وتركتهم يعملون ما يشاءون، وجاء دور وهم حكامها من أقصاها إلى أقصاها، وقل جداً في هذا القرن من تولى ولاية حلب أو دمشق أو طرابلس أو صيدا أو اللاذقية أو غزة بضع سنين. ومن بني العظم من زاد زمن ولايته على عشر سنين، فإن إسماعيل باشا العظم تولى دمشق ست سنين 1137 - 1143، وسليمان باشا العظم تولاها خمس سنين للمرة الأولى 1146 - 1151 وثلاث سنين للمرة الثانية 1154 - 1156 وأسعد باشا العظم تولاها أربع عشرة سنة 1156 - 1170 وكان تولى صيدا أربع سنين ومحمد باشا تولى دمشق مرتين اثنتي عشرة سنة، وكان بنو العظم كسائر الأسر القديمة التي تغلبت على بعض أصقاع الشام أمثال بني معن وبني شهاب وبني الحرفوش وبني سيفا وبني طرابيه ومنهم الصالح والطالح وهل هم إلا نموذج من عصرهم، ولا شك أنهم جمعوا أموالاً كثيرة لأن حكوماتهم طالت أيامها والولاية