خطط الشام (صفحة 555)

وقد جاء حلب في تلك الحقبة واليان اسم أحدهما قائم مقام يوسف باشا تولاها سنة 1112 ثلاث سنين والآخر اسمه طوبال يوسف باشا تولاها سنة 1125 ولا نعلم أيهما أثنى عليه الفرنج.

عهد أحمد الثالث وسياسة الدولة مع من ينكر الظلم

ووقعة عين دارة:

وفي سنة 1115 خلع مصطفى الثاني بعد أن حكم ثمان سنين وتسعة أشهر وعشرة أيام، وتولى السلطان أحمد الثالث وهو الثالث والعشرون من آل عثمان. وفي تاريخ راشد أن محمداً نقيب أشراف القدس تغلب سنة 1118 على الحاكم والوالي وأخذ يبث الفساد في تلك الأرجاء فأرسلت الحكومة ألفي انكشاري وثلاثمائة جبه جي ومائة مدفعي لتقوية مركزها في القدس فوقع بينه وبين عسكر الدولة وقائع كثيرة فركن إلى الفرار واختفى في قلعة طرطوس، فبلغ واليها أمره فأرسل فقبض عليه وأرسله إلى الآستانة فقتل. وما ندري معنى لقول المؤرخ إن نقيب القدس أخذ يبث الفساد في تلك الأرجاء، بل نعتقد أن ثورته لرفع فساد العمال وسوء الإدارة، يعرف ذلك من عرف أن القوم اعتادوا في كتاباتهم الرسمية أن يلقبوا بالمفسدين كل من كانوا من المصلحين، بيد أنهم مفسدون لأمرهم، عاملون على نقض أساس مجدهم. كما وقع في هذه السنة أيضاً وقد أراد سليمان باشا البلطجي كافل دمشق أخذ قرض من تجارها وإحداث بعض مظالم، فمنعه أعيان دمشق ومنهم أسعد البكري وعبد الرحمن القاري المحاسني فنفاهم إلى صيدا وعرض للدولة أموراً عنهم لم يأتوها ثم أعيدوا إلى بلدهم واعتذر الوالي عما عزا إليهم.

وفي سنة 1119 توفي الأمير بشير الشهابي وخلفه الأمير حيدر الشهابي فركب في السنة التالية لغزو المتاولة لأن المشايخ بني علي الصغير كانوا أخذوا بعد وفاة الأمير بشير بلاد بشارة من بشير باشا وبقي في يد الأمير حيدر حكم بلاد الشوف وكسروان، فغزاهم الأمير حيدر وتجمعت المتاولة في قرية النبطية فأوقع بهم هناك وظفر بهم وقتل منهم مقتلة عظيمة، ورجع إلى موطنه فعظم ذلك على بشير

باشا فأرسل يقوي الأمراء اليمنية في الغرب والجرد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015