إلى ابن عمار صاحب طرابلس فأنهض إليهم عدة وافرة من عسكره، فدخلت الثغر واجتمعت مع أهله على التركمان فقهروهم وأخرجوهم منه وملكوه، وحملوا تاج الملوك إلى طرابلس
فدمشق معززاً. وفي رواية أن الفرنج استولوا على جبلة هذه السنة. وفيها خرج من مصر عسكر كثيف مع سعد الدولة المعروف بالقوامسي ووصل إلى عسقلان لجهاد الفرنج ورحل عنها، فنهض من الفرنج ألف فارس وعشرة آلاف راجل والتقى الفريقان فكسرت ميمنة المسلمين واستشهد سعد الدولة وعاد المسلمون على الفرنج وتذامروا عليهم وتحاضوا على قتالهم، وبذلوا النفوس في الكرة عليهم فهزموهم إلى يافا وقتلوا منهم وأسروا. وفيها نزل صنجيل على طرابلس، وكان جاءه أربعون مركباً مشحونة بالرجال والمال، فعطب بالرياح أكثرها، فكتب صاحبها إلى دمشق يستصرخ، فسار عسكرها مع صاحب حمص إلى أنطرطوس والتقوا بالفرنج، فانهزم صاحب حمص وعاد الفرنج إلى قتال طرابلس وعاد ابن عمار إلى الاستصراخ بصاحبي حمص ودمشق، فدفعوا الفرنج عنه بعد أن قتل من أهل طرابلس سبعة آلاف رجل، ونازل صنجيل طرابلس وحصرها وأتاه أهل الجبل فأعانوه على حصارها، وكذلك أهل السواد وأكثرهم نصارى، ثم هادنهم على مال حملة أهل طرابلس إلى صنجيل، فسار إلى أنطرطوس ففتحها وقتل من بها من المسلمين، ثم رحل إلى حصن الطوبان وهو يقارب رفنية، ومقدمه يقال له ابن العريض فقاتلهم فنصر عليه أهل الحصن وأسر ابن العريض منه فارساً من أكابر فرسانه، فبذل صنجيل في فدائه عشرة آلاف دينار وألف أسير فلم يجبه ابن العريض إلى ذلك. ثم سار صنجيل وحاصر حصن الأكراد فجمع تاج الدولة صاحب حمص العسكر ليسير إليه فوثب به باطني واغتاله، ولما بلغ صنجيل ذلك رحل عن حصن الأكراد إلى حمص ونازلها وملك أعمالها. وفي هذه السنة أطلق الدانشمند صاحب سيواس بيمند الفرنجي صاحب إنطاكية من الأسر وأخذ منه مائة ألف دينار، ولما خلص من الأسر عاد إلى إنطاكية فقويت نفوس أهلها به،