ارستوبولس، ومنها أن فيلبس الروماني الذي صار إمبراطورا في رومية سنة 244 ب. م. كان عربيا من بُصرى في حوران.
والغالب أن في العرب خاصية التمثيل إذا جاوروا شعبا قربوه من مناحيهم وأدخلوا عليه لغتهم، وهم المادة العظمى التي ما زالت تفيض على الشام. وأهل الوبر والمدر أو البادية والحضر منهم، من أصبر الأمم على الحروب والأسفار الطويلة والاكتفاء بميسور العيش، لكنهم لا يصبرون على الضيم والأذى. ولطالما غزوا من جزيرتهم العراق وفارس والجزيرة والشام، ولم يسمع أن حكمتهم أمة وقد تمكنوا كما قال جويدي من غزو الأعداء. ولهم المفازة التي بينهم وبين العراق والشام أي بادية الشام والنفود، ومن هجم عليهم في ديارهم لم تدم سلطنته عليهم كملوك الآثوريين أو رجع بالخيبة والافتضاح كغالوس.
كانت العرب تختلف إلى الشام قبل الإسلام بقرون طويلة، قامت لهم فيها وفي جوارها دول عظيمة خلقت من آثارها مما دلَّ على عظمتها، فمنها دولة النبط ويغلب في أسماء ملوك النبطيين اسم الحارث وعبادة ومالك وهم عرب من بقايا العمالقة، والعمالقة قوم من عاد وهم القوم الجبارون في الشام. ولم تخلف البتراء غير تدمر وأصل ملوكها من سلالة عربية أيضا. وقد أبقت هاتان الدولتان من أصولهما وحاميتهما جندا كثيرا أصبحوا بعدُ من جملة سكان الشام والمادة الأولى للعربية فيه. قال نالينو: النبط أو النبيط في اصطلاح العرب في القرون الأولى للهجرة اسم أهل الحضر المتكلمين باللغات الآرامية الساكنين في الشام وخصوصا في الصقع الواقع ما بين النهرين، وليسوا النبط أو الأنباط الذين اتسعت مملكتهم في أرض الحجاز الشمالية إلى حدود فلسطين ونواحي دمشق.
وقد ذكر المؤرخون أن نزول العرب في ديار الشام أقدم من ذلك