إلى بلد الروم، وفتح معرة النعمان وحماة وحمص، وأخذ منها رأس القديس يوحنا المعمداني، ونزل على طرابلس، وأحرق ربضها وحاصر مدينة عرقة تسعة أيام، وكان لها حصن منيع ففتحه بالسيف
وأخذ منها خلقاً كانوا التجئوا إليه من الأقاليم المجاورة وأخذ منه مالاً كثيراً، وكان في الحصن أمير طرابلس أحمد بن تحرير الأرغلي، وكان أهل طرابلس قد طردوه لجوره، وكان مأسوراً ومعه مال جزيل، فأسره وأخذ جميع ماله، ورجع إلى بلدان الساحل فأتى عليها، وحصل في يده من السبي ما لا يحصى عدده، وفتح حصن انطرطوس ومرقبة وحصن جبلة، وصالح أصحاب اللاذقية عليها، وخرب كثيراً من القرى، وعبر بإنطاكية وميز السبي الذي معه وأعتق عليها من الشيوخ والعجائز زهاء ألف نفس، وبنى حصن بغراس مقابل إنطاكية في فم الدرب ورتب فيه رئيساً يقال له ميخائيل البرجي، ورسم لسائر أصحاب الأطراف طاعته ورتب معه ألف رجل ورجع إلى القسطنطينية.
وفي تاريخ العلويين أن اليهود كانوا يقطنون في القرن الرابع في أرجاء صهيون، وينزل النصارى في اللاذقية، والنصيريّة في الجبل، ولما استولت الروم على أرجاء اللاذقية في سنة 357 شعر العلويون - أي النصيرية - بالتنظيمات الإدارية والعسكرية وأعلنوا الثورة على الروم وكان يرأسهم حسين ابن إسحاق الضلعيني العلوي ففاز واستقل باللاذقية سنة 368، ثم حكم محمد بن إسحاق التنوخي ثم أخوه إبراهيم.
وفي سنة 359 ملك الروم إنطاكية بالسيف، وقتلوا أهلها وسبوا وقصدوا حلب فتحصن قرعويه بالقلعة، وملكوا المدينة بعد حصارها 27لا يوماً، ثم اصطلحوا على مال يحمله قرعويه كل سنة وقدره ثلاثة قناطير ذهب عن حق الأرض، وسبعة قناطير ذهب عن خراج حلب وقنسرين وحمص وحماة وجوسية وسلمية والمعرة وكَفْرطاب وأفامية وشيزر وجبل السماق ومعرة مصرين والأثارب وغيرها، وعن كل حالم دينار في السنة سوى ذوي العاهات، وأن يكون لملك الروم صاحب يقوم بحلب يستخرج أعشار الأمتعة الواردة إليها، فرحلت الروم
ومعهم الرهائن على ذلك،