صائم كل يوم، ولا يذوقون شيئاً من بيت أحد من غير العقال. والعقال جميعهم يعتقدون أن أموال الحكام والأمراء حرام فلا يأكلون شيئاً من طعامهم ولا من طعام خَدَمهم ولا من طعام حُمل على دابة مشتراة من مال حاكم، وقد يعتاشون من عمل لهم خاص يتعاطونه بأنفسهم من زراعة وصناعة. وينزهون ألسنتهم عن ألفاظ الفحش والبذاءة ويتجنبون الإسراف.
واسمع بعد هذا رأي الأمير شكيب أسلان من مقالة في جريدة الشورى 15 جمادى الثانية سنة 1344 في الدروز قال: الدروز فرقة من الفرق الإسلامية أصلهم من الشيعة الإسماعيلية الفاطمية، والشيعة الإسماعيلية الفاطمية أصلها من الشيعة السبعية القائلين بالأئمة السبعة، وهؤلاء هم من جملة المسلمين كما لا يخفى. وإذا قيل: إن الدروز هم من الفرق الباطنية التي لا يحكم لها بالإسلام فالجواب أن الدروز يقولون: إنهم مسلمون ويقيمون جميع شعائر المسلمين ويتواصون بمرافقة الإسلام والمسلمين في السراء والضراء، ويقولون: إن من خرج عن ذلك منهم فليس بمسلم. ولهذا أصبح من الصعب على المسلم الذي فهم الإسلام كما فهمه
السلف الصالح والذي سمع حديث فلا شققت عن قلبه أن يخرج الدروز من الإسلام.
وفي الشرع المحمدي قاعدة: نحن لنا الظاهر والله يتولى السرائر. وقد قال الله تعالى: (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً تبتغون عرض الحياة الدنيا) وهؤلاء لا يلقون السلام فقط بل يلقون السلام ويقولون: أنهم مسلمون، ويحفظون القرآن، ويلقن ملقنهم الميت إذا جاء منكر ونكير وسألك ما دينك ومن نبيك وما كتابك ومن إخوانكم وما قبلتك فقل لهمت الإسلام ديني ومحمد نبيي والقرآن كتابي والكعبة قبلتي والمسلمون اخوتي وليس من شعائر الإسلام شيء لا يقيمه أو لا يوجب إقامته الدروز.
وإذا قيل: إنه مع كل هذه المظاهر تحتوي عقيدتهم الباطنية التي تعرفها طبقة العقال على ما يصادم أركان عقيدة السنة والجماعة ولا يتفق معها في شيء فالجواب قد وجد في الإسلام أئمة كبار يترضى عنهم عند ذكرهم ولهم قباب تزار وتعلق فيها القناديل وكانوا يقولون بوحدة الوجود! فهل وحدة الوجود مما يطابق السنة؟ كلا فهل أخرج المسلمون هؤلاء الأئمة من